الجغرافية السياسية للبحار
٤٩ مشاهدة
من الناحية الإستراتيجية، ليست كل دولة مطلة على بحر، يمكن القول: إنها دولة ساحلية أو شاطئية. أي دولة لا تطل مباشرة على أعالي البحار المفتوحة، يمكن اعتبارها استراتيجياً، دولاً داخلة، حتى لو كان إقليمها يقع على سواحل بحار ممتدة. دول مجلس التعاون عدا عُمان، والسودان، في حقيقة الأمر: رغم امتداد بعض جهات حدودها الإقليمية، على البحر، إلا أنها استراتيجياً تُعَدُ دولاً داخلة، لأن موانئها لا تطل مباشرة على أعالي البحار.
روسيا، أكبر دولة مساحةً، هي من الناحية الاستراتيجية دولة داخلة. موانئ روسيا على البحر الأسود، لا تنفذ مباشرة على أعالي البحار. وعلى السفن الروسية، التي تبحر من البحر الأسود، المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل لتدخل البحر المتوسط، الذي هو بحرٌ شبه مغلق، بمضيق جبل طارق، غرباً. جنوب شرق البحر المتوسط، تقع قناة السويس، التي تُفْضِي إلى مضيق باب المندب، لتتمكن السفن الروسية النفاذ لأعالي البحار. شرقاً: ميناء فيلادوفوستك على المحيط الهادي غير قابل للملاحة، ثمانية أشهر في السنة، بسبب الجليد.
العبرة، استراتيجياً، إذن: بالإطلالة المباشرة على أعالي البحار، دون ما الاضطرار للمرور من مضائق طبيعية أو اصطناعية. تاريخياً: كل الدول الكبرى ذات النزعة التوسعية الاستعمارية هي دول تقع أقاليمها على شواطئ دافئة قابلة للملاحة طوال السنة، مطلة مباشرة على أعالي البحار، مثل: إسبانيا، البرتغال، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة واليابان. في وقت من الأوقات، كان لعُمان إمارات تابعة لها في الهند وشرق أفريقيا. في المقابل: دول عظمى حَالَ مَوْقِعُ إقليمها أن تتَولد لديها قدرة بحرية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على