مراسل الجزيرة الشهيد أنس الشريف هذه وصيتي ورسالتي الأخيرة نص الوصية

الأنباء أونلاين – غزة :
نشر مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة الصحفي الشهيد أنس الشريف، وصية مؤثرة عبر صفحته على موقع “فيسبوك” وذلك قبل ساعات من استشهاده في غارة صهيونية استهدفته وزميله الصحفي محمد قريقع و ثلاثة إعلاميين من طاقم قناة الجزيرة
وعبّر الزميل أنس الشريف في وصيته عن ثباته على المبدأ، وتمسكه برسالته الإعلامية في الدفاع عن قضية فلسطين، رغم ما تعرّض له من مخاطر خلال تغطيته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأوصى في كلماته الأخيرة بفلسطين وأهلها وأطفاله وعائلته، داعياً إلى عدم إسكات الصوت الفلسطيني الحر، ومؤكداً رضاه بقضاء الله واستعداده للقاء ربه.
وفيما يلي ينشر الأنباء أونلاين نص وصية الزميل أنس الشريف كما وردت في بعنوان : هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة فإن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة “المجدل” لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.
عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.
أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.
أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام،
فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.
أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا
ارسال الخبر الى: