من الجزائر إلى الخليج منح البطالة تغير خريطة العمل بكلفة خرافية
لم تعد منحة البطالة في العالم العربي مجرد مبادرة ظرفية تُطلق لامتصاص موجة غضب اجتماعي، بل تحولت في عدد من البلدان إلى سياسات دائمة للحماية الاجتماعية تمزج بين التحويلات النقدية المباشرة وأنظمة التأمين ضد التعطل عن العمل، تعكسها تجارب دول عدّة تتوفر لها برامج بطالة واضحة ومُمَأسسة، إمّا تأمين بطالة تأميني أو منحة بطالة أو إعانة بحث عن عمل مع نصوص قانونية تنظم العملية، كما توجد في دول عربية أخرى ترتيبات مختلفة على شكل إعانات اجتماعية عامة، لكنها لا تأخذ شكل منحة بطالة منضبطة بقواعد تأمينية أو برنامج بحث عن عمل.
الجزائر: أوسع منحة بطالة نقدية
في الجزائر، أقرت الحكومة منحة البطالة للشباب الباحثين عن العمل لأول مرة بمرسوم رئاسي صدر في فبراير/شباط 2022، وبدأ الصرف فعلياً في مارس/آذار 2022. المنحة موجهة للجزائريين غير المؤمّنين اجتماعياً من سن 19 تقريباً إلى 40 سنة، وتدفع شهرياً مع تغطية للتأمين الصحي. بدأت المنحة بقيمة 13 ألف دينار (100 دولار) شهرياً، ثم رُفعت في 2023 إلى 15 ألف دينار (115 دولاراً) ثم إلى 18 ألف دينار (138 دولاراً) بدءاً من يناير/كانون الثاني 2026 حسب ما أوردته الحكومة الجزائرية في جلسة مجلس الوزراء أمس الأحد، وتشير التقديرات إلى أن عدد المسجلين والمستفيدين في 2022 - 2023 بلغ نحو قرابة مليونَي شاب ما يكلف الدولة حوالى 424 مليار دينار (3.26 مليارات دولار) وفقاً لموازنة عام 2026، ما يجعلها واحدة من أوسع برامج دعم البطالة في المنطقة، مع استمرار نقاش داخلي حول كلفتها وتحفيزها أو تثبيطها للعمل.
البحرين: أقدم تأمين بطالة
في البحرين، يوجد واحد من أقدم وأوضح أنظمة تأمين البطالة في المنطقة، أُقِرّ عام 2006 بموجب المرسوم التشريعي رقم 78 بعد مشاورات ثلاثية بين وزارة العمل، اتحاد النقابات، وغرفة التجارة، بدعم من منظمة العمل الدولية. النظام قائم على اشتراكات بنسبة 1% من الأجر يدفعها العامل، و1% صاحب العمل، و1% الحكومة، ويغطي ثلاثة فئات: العاملون الذين فقدوا وظائفهم، والعاملون لأول مرة، وبعض فئات الباحثين عن عمل.
ارسال الخبر الى: