التفرد بالقرار خيانة للشراكة وطعنة في ظهر الجنوب

23 مشاهدة

كتب/أصيل هاشم

لم تعد محاولات الالتفاف على الشراكة الوطنية خافية على أحد، ولم يعد الصمت مقبولًا أمام سلوك سياسي متهور يسعى لإدارة الدولة بعقلية الاستحواذ والتفرد، وكأن تضحيات الشهداء ودماء الأبطال مجرد أرقام في الهامش. ما يجري اليوم هو اختبار حقيقي لمعنى الشرعية، وهل هي عقد جماعي يحترم التوافق، أم أداة بيد فرد أو تيار لتصفية الحسابات وفرض الأجندات الحزبية الضيقة.

إن أي قرارات تُتخذ خارج إطار التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي ليست فقط فاقدة للشرعية السياسية، بل تمثل طعنًا مباشرًا في الأسس التي قام عليها إعلان نقل السلطة. فالمجلس لم يُنشأ ليكون واجهة شكلية، ولا ليُختزل في إرادة شخص واحد، بل كصيغة شراكة وطنية لإدارة مرحلة استثنائية تتطلب أعلى درجات المسؤولية، لا نزوات فردية تقود البلاد نحو الانقسام والانهيار.

محاولات شيطنة دولة الإمارات العربية المتحدة تكشف إفلاسًا أخلاقيًا وسياسيًا لا يمكن تغليفه بخطابات انفعالية أو بيانات مرتجلة. فالإمارات لم تكن يومًا عبئًا على الجنوب ولا على معركة استعادة الدولة، بل كانت شريكًا صادقًا في ميادين القتال، وحليفًا حقيقيًا في مكافحة الإرهاب، وداعمًا رئيسيًا لأمن الملاحة الدولية واستقرار المحافظات المحررة. هذا الدور المشهود لا يمكن محوه بحملات تشويه رخيصة تخدم خصوم الجنوب وأعداء المنطقة.

إن استهداف الشريك الصادق لا يعبّر عن شجاعة سياسية، بل عن تهور خطير يفتح الأبواب أمام المليشيات وقوى الظلام، ويمنح أعداء الجنوب انتصارًا مجانيًا دون طلقة واحدة. ومن يظن أن بإمكانه إعادة صياغة التحالفات بقرارات أحادية إنما يراهن على الوهم، لأن التحالفات الحقيقية تُبنى على الدم والتضحيات، لا على المزاج السياسي المتقلب.

لقد أثبت شعب الجنوب العربي، من عدن إلى حضرموت، ومن المهرة إلى شبوة، أنه رقم صعب لا يمكن تجاوزه، وأنه لن يسمح بتكرار سيناريوهات التهميش والإقصاء التي عانى منها لعقود. المليونيات الشعبية، وآخرها في المهرة بوابة الجنوب الشرقية، لم تكن مجرد حشود عاطفية، بل رسائل سياسية واضحة: الجنوب ماضٍ نحو استعادة دولته، والتفويض الشعبي ليس شعارًا، بل عقد ثقة لا يقبل العبث أو الالتفاف.

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عرب تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح