بين التطويع والتطبيع وبناء الصفقات

22 مشاهدة

بقلم/ د. هشام عوكل
في هذا الشرق لا تندلع الحروب فقط من أجل الخراب. أحيانًا تُشعل لتدق بعدها أجراس ما يسمى في السلام ولتُعرض على الطاولة صفقات لم تُولد تحت القصف بل انتظرته لتنضج.
منذ أسابيع تابعنا ضجيج المواجهة بين إيران وإسرائيل. عناوين مخيفة. مقاطع ملتهبة. وبيانات عاجلة تتحدث عن تدمير وردع وإنجازات. ثم فجأة... الصمت. المفاعل لم يُدمّر. إسرائيل أعلنت الانتصار لكن بلا صورة. بلا مشهد. بلا لحظة انتصار تقنع حتى أتباعها.وايران اعلنت انها انهت الحرب بنصرها ٫ فجأةً تحوّل الانفجار إلى مساحة ترويج سياسي. من بدأ لا نعرف. من أنهى لا يهم. المهم أن الرعب عاد إلى الشاشة وعادت معه لهجة الواقعية السياسية ومصطلحات الفرصة الذهبية للتهدئة وإعادة هندسة الإقليم.
هكذا يعمل التطويع. ليس فقط بالقصف بل بالرواية. بالرعب المركّب الذي يُصاغ بمهارة لتجد الشعوب نفسها مذعورة من خطر لا تراه لكنها مطالبة بمواجهته عبر مسارات لا تفهمها.
ثمّة خيمياء سياسية (أي سحر سياسي يحوّل المبادئ إلى مصالح أو معمل لتحويل الرفض إلى قبول ناعم باسم الضرورة) تُمارس في أروقة القرار تطوع الشعوب قبل الأنظمة. تبدأ بضربة صاروخية وتنتهي بندوة تطبيعية عن العيش المشترك في جامعة أوروبية.
وربما علينا أن نتذكر أصل الفكرة. فالتطبيع يعني عقد السلام وفتح الأبواب أمام الدولة المحتلة بمصافحات علنية واتفاقيات موقعة. أما التطويع، فهو تليين العقول والمواقف دون ورقة ولا توقيع، بل تحت الضغط والتهديد والإنهاك. التطبيع هو إعلان، أما التطويع فهو انسحاب صامت. كلاهما يؤدي الغرض نفسه، لكن أحدهما يُصوَّر والآخر يُدسّ.
إلى حماس
بعد قرابة عامين من حرب مفتوحة من تشريد مليون فلسطيني من تدمير شبه كامل للبنية في غزة من 120 ألف شهيد ومفقود .. ألم يحن الوقت لموقف شجاع؟
ألم يحن لحظة تفكير عميق لا بالميدان بل بمصير الشعب الذي يُدفن كل يوم تحت أنقاض مشاريع أكبر منه؟
لقد رأينا كيف سلّم حزب الله رغم سلاحه قراره العسكري للدولة اللبنانية حين شعر أن بقاء الكيان اللبناني مهدد. فعل ذلك

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح