كشفت وسائل إعلام صينية الاثنين الماضي عن اعتزام تايبيه خلال الأسبوع الحالي إدخال اثنتين من فرقاطات الصواريخ الشبحية لا يرصدها الرادار من فئة توو جيانغ نطاق الخدمة في إطار استراتيجية التسلح الذاتي في تايوان لتعزيز قدراتها العسكرية غير المتكافئة مع الجيش الصيني وتعزز الجزيرة وفق مراقبين قدراتها الدفاعية لا سيما البحرية منها ونقلت صحيفة جنوب الصين عن مصدر عسكري لم تسمه قوله إن الفرقاطتين آن جيانغ ووان جيانغ اللتين يطلق عليهما قاتلة حاملات الطائرات هما جزء من الدفعة الأولى المكونة من ست سفن صغيرة نسبيا لكنها سريعة وعملية في أنظمة القوات البحرية التابعة للجزيرة وإنهما أكملتا تدريباتهما القتالية وسيتم تجنيدهما رسميا في القوات البحرية هذا الأسبوع استراتيجية التسلح الذاتي في تايوان وتمثل هذه السفن الحربية التي تم بناؤها محليا ضمن استراتيجية التسلح الذاتي في تايوان الإضافتين الخامسة والسادسة للبحرية التايوانية بالإضافة إلى النموذج الأولي الذي تمت إضافته في عام 2015 وحسب المصدر فمن المتوقع الانتهاء من الدفعة الثانية المكونة من خمس فرقاطات أخرى ودخولها نطاق الخدمة بحلول نهاية عام 2026 وعن تفاصيل وقدرات هاتين الفرقاطتين ذكرت الصحيفة أن طول الواحدة منها 60 4 مترا وعرضها 14 مترا وتتميز بتصميم هندسي قادر على اختراق الأمواج كما تتمتع بسرعة قصوى تبلغ 83 كيلومترا بالساعة ومدى تشغيلي يبلغ 1800 ميل بحري وتستطيع هذه الفرقاطة المزودة بصواريخ مضادة للسفن من طراز خوسونغ فنغ 2 وخوسونغ فنغ 3 محلية الصنع فضلا عن صواريخ مضادة للطائرات من طراز هاي تشنغ 2 مهاجمة أهداف برية أو بحرية بما في ذلك حاملات الطائرات كما أنها مجهزة بمدافع عيار 76 ملم وأنظمة إطلاق قريبة المدى من طراز فلنكس ومدافع رشاشة من طراز تي 74 وكانت البحرية التايوانية قد ذكرت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الشهر الماضي أن الفرقاطات تتضمن تقنية التخفي لتجنب الاكتشاف السهل ويمكن أن تعمل بشكل فعال في المياه الضحلة أو الساحلية وهي المناطق التي تجد فيها السفن الأكبر حجما مثل المدمرات صعوبة أكبر في العمل وقد صممت لتلعب دورا حاسما في استراتيجية الحرب غير المتكافئة في تايوان وتهدف إلى مواجهة القوة الأكبر بكثير التي يمكن للجيش الصيني حشدها في المنطقة في المقابل أجرى الجيش الصيني على مدار الأسابيع الماضية تدريبات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان في محاكاة لحصار الجزيرة وكانت التوترات عبر المضيق الفاصل بين البر الصيني وتايوان قد تصاعدت في أواخر الشهر الماضي بسبب الصدامات المتكررة بين خفر السواحل التايواني والصيني في المياه قبالة كيموي وهي نقطة دفاعية تسيطر عليها تايوان وتعرف في الصين باسم كينمن وذلك بعد دخول أربعة زوارق من البر الصيني إلى المنطقة كذلك ظهرت خلال منتصف الشهر الماضي غواصة صينية تعمل بالطاقة النووية في مضيق تايوان ما أثار القلق في جميع أنحاء المنطقة علما أن خفر السواحل التايواني حث الأربعاء الماضي الصين على الإفراج عن قارب الصيد التايواني داجينمان 88 وطاقمه المؤلف من خمسة أشخاص هم تايوانيان وثلاثة عمال مهاجرين احتجزهم خفر السواحل الصيني في وقت متأخر مساء الثلاثاء بالقرب من أرخبيل كينمن ودعا نائب المدير العام لخفر السواحل التايواني شيه تشينغ تشين الصين إلى عدم استخدام الوسائل السياسية للتعامل مع هذا الحادث لافتا إلى أن تايوان أرسلت ثلاث سفن لإنقاذ المركب وقال إن السفينة التي اقتربت من قارب الصيد اعترضتها ثلاثة قوارب صينية وطلبت منها عدم التدخل وبالتالي تم إلغاء عملية التعقب لتجنب تصعيد الصراع بعد أن اكتشفت السلطات البحرية التايوانية أن أربع سفن صينية أخرى كانت تقترب من المنطقة يوان تشو تايبيه حولت استراتيجيتها الدفاعية نحو تصنيع وتطوير الأسلحة المحلية قدرات تايوان العسكرية في رده على سؤال لـالعربي الجديد حول سعي تايوان إلى تعزيز قدراتها العسكرية وتأثير ذلك على بكين قال يوان تشو الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية إن تايبيه حولت استراتيجيتها الدفاعية خلال السنوات الأخيرة نحو تصنيع وتطوير الأسلحة المحلية لمواجهة التهديد الصيني واستدرك أن ذلك فشل في التأثير على اعتمادها الكامل على واردات الأسلحة الأميركية كما اصطدم بالفرق الشاسع بين الترسانتين العسكريتين الصينية والتايوانية ولفت إلى أن الجيش الصيني يضم نحو مليوني جندي في الخدمة الفعلية مقارنة بنحو 170 ألف جندي فقط في تايوان فيما حجم البحرية الصينية يمثل ثلاثة أضعاف البحرية التايوانية والقوات الجوية الصينية تزيد على ضعفي حجم القوات الجوية التايوانية أما من حيث قدرات تايوان العسكرية مقارنة مع الصين فقال يوان تشو إنه لا مجال للمقارنة إذ إن الصين تمتلك ثلاث حاملات طائرات ونحو 80 غواصة بينما لا تملك تايوان أي حاملة طائرات وتحتفظ فقط بأربع غواصات أميركية قديمة وأشار إلى أن الصين تمتلك حوالي خمسة آلاف دبابة و175 ألف مركبة مدرعة بينما لا تزيد الدبابات التايوانية عن ألفي دبابة أميركية الصنع تم تجميعها في تايوان ومستواها الفني منخفض نسبيا كذلك تملك الصين حوالي 1250 طائرة مقاتلة بينما لدى تايوان 289 طائرة فقط خون وانغ مستوى تطور أسلحة تايوان ليس أقل من دول في شرق آسيا من جهته رأى الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية في تايبيه خون وانغ في حديث مع العربي الجديد أنه على الرغم من ضآلة القوات التايوانية من حيث الحجم مقارنة بالقوات الصينية إلا أن مستوى تطور أسلحة تايوان خلال العقد الأخير ليس أقل من دول شرق آسيا الأخرى وأضاف أنه من بين القوات المسلحة التايوانية الثلاث البرية والجوية والبحرية كانت القوة البحرية دائما محور البناء العسكري التايواني بالنظر إلى وضع الجزيرة الجغرافي وأوضح أن الجزيرة محاطة بالمياه من جميع الاتجاهات ما يحتم عليها تعزيز قدراتها الدفاعية البحرية ولفت إلى أن القوات البحرية التايوانية تمتلك أكثر من 170 سفينة حربية أميركية الصنع مضيفا أن استلام هذه السفن الكبيرة عزز القدرات الدفاعية للجزيرة ورفعها إلى مستوى أعلى حتى أنها تجاوزت قوة بعض دول الجوار ورغم قدرات تايوان العسكرية غير المتكافئة أشار إلى أن هناك إجمالي 14 قاعدة جوية رئيسية في الجزيرة تنشر عددا كبيرا من صواريخ الدفاع الجوي بما في ذلك صواريخ باتريوت وهوك أميركية الصنع بالإضافة إلى تيان قونغ التي طورتها تايوان ذاتيا التزام أميركي وعزرت قدرات تايوان العسكرية محافظة الولايات المتحدة تاريخيا على علاقات دفاعية غير رسمية مع الجزيرة منذ عام 1980 وتشمل العلاقة عمليات نقل الأسلحة إلى الجزيرة بصورة روتينية وتنظيم حوارات دفاع وتخطيط مشتركة وتنظيم أنشطة تدريبية في كل من الولايات المتحدة وتايوان وقد ساهمت العلاقات الدفاعية بين واشنطن وتايبيه بشكل كبير في تعزيز قدرة تايوان على الردع كذلك بنت الولايات المتحدة في عام 2013 رادار بيف باوز في تايوان لتوفير إنذار مبكر ضد الصواريخ الباليستية بهدف الرد على الضربات الصاروخية المحتملة من البر الرئيسي الصيني وتعتبر الصين أن تايوان جزء من أراضيها التي يتعين إعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لا تعترف باستقلال تايوان إلا أنها تعارض أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن مع بقائها ملتزمة بتزويد تايبيه بالأسلحة ومنذ انتخاب زعيم الجزيرة لاي تشينغ تي من الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال عن الصين في يناير كانون الثاني الماضي صعد الجيش الصيني من عمليات الترهيب العسكري ضد تايوان فيما تنظر بكين إلى لاي باعتباره انفصاليا عنيدا قد تؤدي قيادته إلى نشوب حرب في المنطقة