التحويلات المالية شريان حياة 38 من السوريين
21 مشاهدة
استمرّ ملايين السوريين الموزّعين في العالم بإرسال ما يقدرون عليه لإعانة أهلهم وعائلاتهم وأقاربهم على الاستمرار، في ظل أصعب ظروف مرّت بها سورية في تاريخها. واستخدموا لأجل ذلك طرقاً بوليسية كثيرة للالتفاف على مراقبة أجهزة النظام الأمنية، التي لم تكن تريد حماية الاقتصاد الوطني بقدر ما كانت تريد مقاسمتهم ثمن خبزهم وتعب أبنائهم.
الشريان الصامت الذي استمر بنقل الحياة إلى البيوت السورية من دون ضجيج، في بلدٍ أنهكته الحرب منذ عام 2011، وتآكلت فيه القدرة الشرائية مع تدهور العملة الوطنية واشتداد التضخم، هو التحويلات المالية من الخارج التي لم تعد مجرّد مصدر دخل إضافي؛ بل تحوّلت إلى شريان الحياة لأسرٍ كثيرة (38% إجمالي الأسر السورية يعتمدون على التحويلات الخارجية)، بل المصدر الرئيسي وأحيانا الوحيد. وينسب اقتصاديون الفضل في نجاة عائلات واسعة من السقوط في مصيدة الفقر إلى تلك الحوالات التي تعوّض جزئياً تعثّر الدخل المحلي وارتفاع البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، وتراجع الخدمات. غير أنّ معضلة القياس بقيت ماثلة إذ توقّف مصرف سوريا المركزي عن نشر إحصاءاته النقدية الدورية، واعتماد جزءٍ كبير من التدفقات على قنوات غير نظامية بفعل القيود والعقوبات، ما جعل تقدير القيمة الإجمالية لهذه التحويلات ساحة جدل بين الباحثين الاقتصاديين والمؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة والجهات الرسمية.البنك الدولي: ثمانية مليارات دولار تلقّتها الأسر السورية كتحويلات في 2024 (ما يعني 21.9 مليون دولار يومياً)
صورة مزدوجة
تفيد تقديرات ميدانية متداولة بين الباحثين الاقتصاديين وخبراء مال (استناداً إلى تصريحات إلى تقارير أممية) بأن المتوسط اليومي للتحويلات يراوح بين 7 و7.5 ملايين دولار (نحو 2.5 مليار دولار سنويا)، يرتفع في مواسم الأعياد والمناسبات إلى حدود 12 مليون دولار يوميا لأيام معدودة. وتنسجم هذه الصورة مع ما يلمسه الناس: حوالات للبقاء لا للرفاهية؛ 75% منها تذهب إلى الغذاء والدواء والسكن، 15% للنقل والطاقة، و10% فقط إلى التعليم والتنمية (تمنع الانهيار ولا تصنع نموّاً)، وقد تزيد تلك التحويلات في حالات المناسبات، كالأمراض والوفيات والأفراح لبعض أفراد الأسرة، ومع عودة قسم كبيرارسال الخبر الى: