البحث عن لحظة نجاة في غزة

91 مشاهدة

توصل العالم إلى حقيقة ثابتة وواحدة منذ بدأت المقتلة التي لا تتوقف منذ نحو عامين، أن لا مكان آمن في كل أنحاء قطاع غزّة. وعلى صِغَر مساحته وكثافة سكّانه، إلّا أنه يتعرّض لأبشع طرق اقتلاع الحياة، حتى أثبت الموت أنّه السِّمة العامة، حتى لمن ما زالوا يتنفّسون بين شهيقٍ وزفير، على أساس أنّهم الموتى الأحياء كما يصفون أنفسهم. ولذلك هم يستقبلون أوامر الإخلاء وضرورة ترك أماكنهم على أساس أنّها مصنّفة أماكن خطِرة بلامبالاة أو باستسلام، أو أنك فعلاً لا تعرف كيف تصف مشاعرهم مقابل الموت المعربد حولهم. ولكنهم فعلاً يتبادلون الأدوار، وهم يحاولون البحث عن لحظة نجاةٍ من بين كل أسباب الموت حولهم.

في الأيام الأخيرة، تحدّثتُ مع كثيرين ممّن قرّروا النزوح للمرّة الأولى من أطراف مدينة غزّة الشمالية الشرقية نحو جنوب القطاع، وتحديداً باتجاه ما تعرف بـمواصي خانيونس، المنطقة الأكثر شهرةً بأنها مصنّفة منطقة إنسانية. وكان لسان حال هؤلاء أنّهم قد تعبوا وقرّروا أخيراً، وبعد نحو عامين من الصمود في بيوتهم أو التنقّل بين أنحاء المدينة نفسها، أن ينزحوا نحو جنوب القطاع، لأنّهم لم يعودوا يملكون طاقة الصبر والتحمّل، ولأنّهم، من دون اتفاق مكتوب، قرّروا أن يمنحوا فرصة الصمود والبقاء لمن نزحوا نحو جنوب القطاع في الأيام الأولى من الحرب.

كلّنا نذكر الإنذارات الأولى التي تلقّيناها بعد أيام قليلة من الحرب، وتحديداً في يوم الجمعة الأول، بضرورة إخلاء شمال القطاع حتى حدود وادي غزّة، والاتجاه نحو الوسط والجنوب. وكلّنا نذكر كيف خرجنا تحت وقع القصف العشوائي المجنون نحو الجنوب. ولكن قلّةً بقوا في بيوتهم أو قرّروا التنقّل بين أنحاء المدينة، فاتجهوا نحو غربها أو وسطها، فأقاموا في بيوت أقاربهم الفارغة التي نزح أصحابُها نحو الجنوب، أو أقاموا في خيامٍ في الساحات العامة، فامتلأت تلك الساحات، مثل الملعب الأشهر في المدينة، والمعروف بملعب فلسطين، وكذلك شهدت باحات الجامعات تجمّعاً كبيراً للنازحين الذين تمسّكوا بالبقاء في منطقة شمال الوادي، وظلّوا صامدين رغم القتل الملاحق لهم، وسياسة التجويع التي انتهجها العدو، لكي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح