الانقسام السوري مواقع التواصل مرآة الواقع
هل تعكس النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي الموقف الحقيقي للسوريين، أم أنها مجرّد طريقة في التعبير المتفلّت من أي قيود، قد تتخذ أشكالاً أكثر تطرفاً مما هي عليه في الواقع؟ في حال كان ما يحدث على هذه المنصات هو الرأي الحقيقي للسوريين، فنحن أمام مشهد داخلي شديد القتامة، إذ يبدو أن مواقع التواصل تحوّلت إلى ساحات صراع طائفي وعرقي محتدم، تتصاعد فيها اللهجة الشعبوية، وتنغمس في التجريح والإهانات، إلى حدٍّ دفع كثيرين إلى الانسحاب من النقاش كلياً.
في جولة سريعة على النقاشات الافتراضية السورية، يتضح أن أحداث السويداء الدامية ما زالت تهيمن على المشهد، إذ بلغ الاستقطاب ذروته عبر الاتهامات المتبادلة، والدعوات إلى الانفصال تارة، أو إلى تجريم طائفة بأكملها تارة أخرى. في هذا التقرير نسلّط الضوء على بعض آثار الاشتباك الإثني السوري، الذي يبدو اليوم كأنه المشهد الوحيد تقريباً في صفحات السوريين، محاولين الإجابة عن السؤال الأعمق: ما مدى تأثيره على بنية المجتمع السوري؟ وما مسؤوليته عن تقهقر الخطاب الوطني أمام التصنيف الطائفي والعرقي؟ إلى جانب تناول دور الإعلام وطريقة تغطيته الحدث على الأرض وعلى الفضاء الافتراضي.
يعود الاشتباك حول السويداء على وسائل التواصل إلى ما قبل 13 يوليو/تموز الماضي، بل إلى الأسابيع الأولى التي تلت سقوط نظام بشار الأسد. يقول الناشط الإعلامي محمد ف. إ.، أحد مديري مجموعة مراسل سوري الإخبارية التي تضم نحو 30 ألف عضو، إن الصراع الفيسبوكي بدأ مع التصريحات الضبابية لبعض فصائل السويداء حول تسليم السلاح للدولة، وغيابها عن الاجتماع الذي أُعلن فيه حلّ الفصائل السورية. ويضيف: من خلال رصد التفاعل على المجموعة، بدأت النقاشات الحادة والآراء الإقصائية بخصوص السويداء منذ الأيام الأولى لسقوط الأسد.
ويتابع محمد أنه حتى بعد تصريحات الشيخ حكمت الهجري، التي اتهم فيها الحكومة والرئيس السوري أحمد الشرع بالإرهاب، بقي النقاش ضمن حدوده المعقولة، لكن اشتباكات يوليو دفعت به إلى مستويات تصعيد غير مسبوقة. انخرط بعض المثقفين والصحافيين والمعارضين في إطلاق مواقف طائفية وعنصرية، يقول محمد، مستغرباً مدى انزلاق
ارسال الخبر الى: