ثوب الانتفاضة الأولى العلم الفلسطيني وقبة الصخرة والزيتون
مع اقتراب ذكرى اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي، يتداول ناشطون وحرفيون فلسطينيون صوراً ومعلومات عن ثوب الانتفاضة الأولى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل ما يتعرض له التراث الفلسطيني من محاولات محو ممنهجة يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
يعود هذا الثوب إلى عام 1987، حين حظر الاحتلال الإسرائيلي استخدام أي رمز فلسطيني، مثل العلَم والكوفية وعبارة فلسطين عربية. ومع ملاحقة من يخالف هذه الأوامر، لجأت النساء الفلسطينيات إلى تطريز هذه الرموز على أثوابهن في تحدٍّ مباشر لتلك القيود.
تقول خبيرة التراث ومصممة الأزياء التقليدية، امتياز أبو عواد، إن ثوب الانتفاضة يوثّق مرحلة مفصلية في التاريخ الفلسطيني، ويعكس امتداداً لخبرات تطريزية توارثتها النساء. فقد ضمّ الثوب رموزاً محظورة آنذاك، من بينها العلم الفلسطيني وقبة الصخرة وحبّات الزيتون، إضافة إلى خريطة فلسطين التاريخية.
تشير أبو عواد إلى أن هذا الثوب لم يُنتَج إلا خلال فترة الانتفاضة، وأن القطع الأصلية النادرة منه محفوظ معظمها في المتاحف. وقد ظهرت أخيراً مرتدية إحدى هذه القطع التي حصلت عليها قبل 38 عاماً، موضحة تفاصيلها وأهميتها.
خلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، أعيد تطريز الثوب مع بعض الإضافات؛ أبرزها شقائق النعمان التي ترمز في الموروث الفلسطيني إلى دماء الشهداء، ونُقلت قبة الصخرة إلى موقع الصدر تأكيداً على مركزيتها في الوعي العربي والإسلامي.
تبين المصادر التاريخية أن نساء الريف كنّ أوّل من بدأ خياطة هذه الأثواب، وترى أبو عواد أن التوثيق بالإبرة والخيط من أقوى أشكال حفظ التاريخ. وتذكر أن أثواباً تعود لأكثر من خمسة آلاف عام حفظت لنا ملامح حياة المجتمعات الكنعانية، وأن الناس يتفاعلون مع الحكايات التي تحملها النقوش لكونها فناً بصرياً جاذباً.
ترى أبو عواد أن الثوب المطرز قطعة فنية قابلة للتوريث، وأن قيمته تزداد مع مرور الزمن. ورغم الخسائر الكبيرة في القرى الفلسطينية منذ النكبة وما تبعها من اندثار الكثير من أنماط التطريز، ما يزال الطلب على الأثواب التراثية مرتفعاً حول العالم، خاصة تلك التي تعبّر عن خصوصية
ارسال الخبر الى: