الاقتصاد على شكل حرف K لماذا يثير كل هذا القلق
في كل أزمة اقتصادية كبرى، يبحث العالم عن حرف يصف طريق الخروج منها. فقد عرفنا التعافي على شكل V، حيث ينهض الاقتصاد سريعًا بعد سقوط مفاجئ؛ والتعافي على شكل U حين يبقى في الركود لبعض الوقت قبل الصعود التدريجي؛ وW الذي يجسد صعودًا وهبوطًا متعاقبًا؛ وأخيرًا L حين يسقط الاقتصاد ولا ينهض مجددًا، كما حدث في اليابان خلال العقد الضائع.
لكن في السنوات الأخيرة، ظهر شكل جديد ومقلق حرف K لا يصف سرعة الانتعاش، بل عدم المساواة في مسار التعافي نفسه. فبينما تتجه ذراع الحرف العليا صعودًا لتمثل الفئات والقطاعات التي استفادت من الأزمة، تنحدر الذراع السفلى لتجسد أولئك الذين غرقوا في الخسائر ولم يجدوا طريق العودة. هكذا تحوّل التعافي الاقتصادي إلى انقسام اجتماعي حاد بين رابحين وخاسرين داخل الاقتصاد الواحد.
من أين جاء حرف K؟
أول من صاغ المصطلح كان الخبير الاقتصادي بيتر أتووتر من جامعة ويليام وماري الأميركية خلال جائحة كورونا عام 2020، بعد أن لاحظ كما أوردت صحيفة واشنطن بوست في تقارير سابقة، التفاوت الصارخ بين العاملين في المكاتب الذين واصلوا العمل من منازلهم وازدهرت أسهم شركاتهم، وبين ملايين فقدوا وظائفهم في المصانع والمطاعم وأماكن الترفيه. في تلك الفترة، كانت أسواق الأسهم الأميركية تسجل أرقامًا قياسية رغم أن البطالة بلغت 15%. واعتبر أتووتر أن الاقتصاد لم يكن يتعافى للجميع، بل لفئة واحدة فقط، وفق تصريحه لـأسوشييتد برس، وهكذا وُلد مصطلح الاقتصاد على شكل K الذي بات يستخدم اليوم في كل نقاش عن التفاوت الاقتصادي.
الصورة alt="أشكال التعافي الاقتصادي بعد الأزمات"/>الجائحة وما بعدها: كيف تشكّل اقتصاد الفئتين؟
أوضحت تقارير نيويورك تايمز أن جائحة كورونا كشفت عن اقتصادين داخل المجتمع الأميركي: الأول تقوده شركات التكنولوجيا العملاقة التي حققت أرباحًا قياسية، والثاني يضم ملايين العمال الذين فقدوا وظائفهم في قطاعات الخدمات والسفر والضيافة. ووفق بيانات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فإن أغنى 10% من الأميركيين يملكون نحو 87% من الأسهم، بينما لا تتجاوز حصة النصف الأفقر 1.1% فقط. بمعنى آخر، الجزء
ارسال الخبر الى: