الإمام الزيدي الذي رسخ نظام الرهائن وأفتى بالذبح باسم الولاية
85 مشاهدة

صدى الساحل - ✍عبدالله إسماعيل
أفول الدولة… وصعود الكاهن
عندما غربت شمس الدولة الصليحية بوفاة الملكة أروى بنت أحمد عام 532هـ، دخلت اليمن طورا من الفوضى السياسية والفراغ السلطوي، لم تلبث أن استغلته السلالة الزيدية لتعيد بعث مشروعها الكهنوتي من جديد.
وبينما كان اليمنيون يتطلعون لمرحلة من البناء بعد إرث طويل من الحروب، خرج من عمران الخارد شبح جديد، اسمه أحمد بن سليمان بن شاور، معلنًا بدء دورة جديدة من الدم، باسم الولاية والإمامة والخرافة.
ينتمي ابن شاور إلى أسرة من طبرستان، (من شمال إيران حالياً) هاجر والده إلى اليمن، وفي لحظة فراغ سلطة، وبعد أن تخلّت الدولة المركزية عن مواقعها، وتنازعت السلالات المحلية الزعامة، وعلى غرار من سبقه من الكهنة، استغل الظرف التاريخي، وأعلن دعوته ليبدأ فصلا دمويا جديدا.
الكاهن الشاعر
منذ إعلانه الدعوة، ربط الكاهن أحمد بن شاور بين القوة المسلحة والتحريض اللفظي، فكان شاعرا وخطيبا ومقاتلا، يلهب القبائل بالقصائد، ويُرهب المخالفين بالفتاوى.
قصيدته الشهيرة التي استهل بها عهده كانت إعلانا صريحا للحرب على اليمنيين:
لأُحكِّمنَّ صوارماً ورماحا ولأبدلنَّ مع السَّماح سماحا
ولأقتلنّ قبيلةً بقبيلةٍ ولأسلبنَّ من العِدا أرواحا
◾ اليمن “دار كفر وخراج”
ما إن أعلن نفسه إماما، حتى بدأ حملة دموية ضد اليمنيين، اعتبر فيها اليمن “دار كفر وخراج”، وبرّر القتل ونهب الأموال تحت غطاء “الجهاد”، مستخدما فتاوى ابتدعها او مستندا الى فتاوى الكاهن الأكبر المجرم يحيى الرسي طباطبا.
ورد في “المجموع الفقهي الزيدي” – ضمن فتاواه – قوله: “أهل اليمن لم يدخلوا في الطاعة إلا بالسيف، وهم قومٌ جفاةٌ لا يستحقون العدل إلا إذا خضعوا.”
ولم يأتِ هذا المنطق من فراغ، بل هو امتداد لفكر جده الكاهن يحيى الرسي، الذي وصف اليمن بأنها كانت “على الجبر والكفر”، وأنه “استعان بقبيلة على قبيلة حتى أقام الدين”، وعلى ذات المنوال، نسج أحمد بن شاور دعوته، مستبيحا المجتمع اليمني بأكمله، وتحويله إلى ساحة حرب أبدية.
لم يكن ابن شاور وغيره من أئمة الزيدية يملكون الا كذبة النسب، وكانت
ارسال الخبر الى: