هل قرر الإصلاح إنقاذ مستقبله بالتدثر يمنيا أم لا يزال يناور بورقة النفوذ الإقليمي
مع تأكيد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توجه إدارته لتصنيف جماعة “الإخوان المسلمين”، التي يُعد “الإصلاح” أبرز أذرعها في اليمن، يكون مستقبل الحزب الذي ظل يتلوّن لعقود بات على المحك، فهل يدرك قادته ما يُحَاك، أم أنهم يعوِّلون على المناورات للهروب منها؟
في أكتوبر من العام الماضي، صنفت الخزانة الأمريكية حميد الأحمر، القيادي البارز في حزب الإصلاح وأبرز مموِّليه، على لائحة العقوبات بمعية 9 شركات تابعة له تنشط خارج اليمن. ومع أن الخزانة الأمريكية بررت الخطوة بأنها تتعلق بدعمه لنشاط “حماس”، إلا أن الأحمر ذاته نفى التهمة بشكل نهائي، لكن العقوبات لا تزال مستمرة.
اليوم، وبعد أكثر من عام، يعيد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب طرح مشروع تصنيف جماعة “الإخوان” على لائحة الإرهاب، وقد أكد في تصريح جديد بأنّ إدارته تسعى لإدانتها بأشد العبارات.
حتى الآن، لم تستوعب أذرع الجماعة التي تمزقت خلال السنوات الماضية أحزابًا وتيارات وتكتلات حجم الخطر، فقادة الحزب في اليمن لا يزالون يرون أنه مستبعد ولو بالحدود الدنيا من العقوبات، بينما يرى آخرون بأنه أحد أبرز المستهدفين نظرًا لعلاقة الحزب بالصراعات في اليمن، كغيره من أحزاب وتكتلات الجماعة في البلدان العربية والشرق الأوسط التي يُتوقع استهدافها.
فعليًا، ومع وضع الأحمر الحالي، يكون الحزب أبرز المستهدفين، وليس لدعمه غزة في ضوء إجهاضه حتى التظاهرات المساندة بمناطق سيطرته شمال اليمن، بل لأن من يحشد باتجاه التصنيف يدفع أموالًا كثيرة للإدارة الأمريكية يعجز الحزب عن مجاراتها، ولديه أجندة من خلف ذلك، أبرزها السيطرة على مناطق النفط والغاز في اليمن، والتي لا تزال تحت سيطرة ميليشيات الحزب، وتلك الأطراف، وعلى رأسها الإمارات، لم تُخْفِ ذلك، وقد بدأت تجهيزات عسكرية وسياسية كبيرة في جنوب وشرق اليمن لإدارة ما بعد التصنيف، وهي الآن تعكف على تكثيف الغارات على مناطقه من شبوة حتى مأرب مرورًا بحضرموت، ولو بيافطة استهداف “القاعدة”.
ومثلها السعودية، التي قد يكون لها دور بالتصنيف، لا سيما إذا ما تم ربط إعلان ترامب بعد أيام قليلة على زيارة ولي العهد السعودي
ارسال الخبر الى: