الأردن التحريض الإخواني وصخرة سيزيف
٧٠ مشاهدة
هذا التبادل في الأدوار شهدناه في كل مكانٍ عبَث فيه «الإخوان» بسلامة واستقرار مجتمعات عربية عدة. وهم يتبادلون الأدوار التحريضية لأنهم لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم في الوصول إلى الحكم؛ في مصر، والسودان، وتونس، والأردن. وها هم بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 يخسرون ويمزّقون الصف الفلسطيني، إذ خرج قادة «حماس» من ذلك الحكم الانقلابي من دون أي إنجاز يُفاد أو يستفيد منه شعب غزة. وبعد كل مآسي غزة الحالية، استفاقوا ليرفضوا فكرة إقامة حكومة وحدة وطنية، وليرفضوا تشكيل حكومة تكنوقراط للسلطة الفلسطينية يراها العالم أفضل حل لبسط السيطرة الإدارية على قطاع غزة والضفة الغربية.
الأردن ليس غريباً على العبث الإخواني. صحيح أن «إخوان الأردن» حاولوا في صندوق الانتخابات، والاندماج في الحكومات والتشكيلات الإدارية، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في أن «العقيدة الإخوانية» لا تتغير في كل البلدان العربية والإسلامية: الوصول إلى الحكم بأي شكل، تغيير جلودهم، التُّقية، انقلاب عسكري، ائتلاف مع جماعات متقاربة معهم في الأفكار، ثم بعد ذلك ينفذون إلى المخطط الإخواني الخبيث، الذي لا يعترف بحدود سياسية، ولا سيادة لأي بلاد؛ وصولاً إلى السيطرة والتحكم، تمهيداً لابتلاع الأنظمة التي تحكم تلك البلدان، واستخدام قدرات الدول التي يلتهمونها لمنازلة القوى الدولية، وإذكاء الاضطراب في كل مكان.
وعلى رغم عمليات «تغبيش الوعي»، التي يقوم بها الإخوان المسلمون، قد تسفر عن تقدمهم في انتخابات هذا البلد أو ذاك، إلا أنها دوماً مسنودة بـ«تسييس» الدين، وتوظيف العاطفة الدينية لغرس الخلافات العقدية بين المجتمعات، وتأجيج الفروقات المذهبية بين الشعوب، ولا يردعهم فشلهم وسقوطهم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على