حسين حداد الصورة غياب مؤقت ومكان أستطيع العيش فيه إلى الأبد

٢٢ مشاهدة
حسين حداد مصور فوتوغرافي ومصمم غرافيك من مواليد حماة 1981 بعد دراسته الاقتصاد في جامعة حلب انتقل إلى دمشق وتفرغ للتصوير الضوئي منذ عام 2005 عمل على مشاريع عديدة توثق الحياة اليومية في دمشق كانت ذروة هذا الخليط التوثيقي الجمالي مشروع دمشق الجسد انتهى منه في بداية عام 2011 وكان قد أطلقه على موقع إلكتروني مع مساحة كتابية ليترك المتفرج تعليقا أو نصا أو خاطرة عن صورة من المشروع لم يكتب له أن يتوسع في دمشق الجسد عبر تحويل المحافظات السورية الأخرى إلى أجساد موصولة بعضها ببعض عبر عدسته في عام 2015 وكحال آلاف السوريين انتقل حسين حداد إلى تركيا وعمل على توثيق جزء من التغريبة السورية لكن من دون تصوير الإنسان إذ كان أمام حزن السوريين ويأسهم يرى نفسه منعكسا في مآسيهم لذلك عبر مشروعه قطط لاجئة تابع حداد مجموعة من القطط التي نزحت مع أسرها ولاحظ تقلبات مزاجها وتغير طباعها إثر اللجوء لا يزال حسين حداد يتابع عمله مصور شارع ولكنه خسر إمكانية الحركة في الحيز الفوتوغرافي الذي يحب التقت العربي الجديد حداد في لقاء يتحدث فيه عن مشاريعه الفوتوغرافية وتجربته الفنية في البداية لنأخذ مسافة من التصوير الفوتوغرافي حدثنا عن تفاصيل البيئة الاجتماعية والثقافية التي تكونت فيها وكيف أثرت تلك البيئة على خياراتك الشخصية ودراستك وأعمالك الفنية لاحقا تشكلت في طفولتي العديد من الأسئلة عن طبيعة ما يدور حولي كنت ألاحظ أن المجتمع يهرب من شيء ما ثمة حدث رهيب لا أحد يتكلم عنه أحسست بأثره بين تراكيب جمل غير متسقة يعكس حال العائلات نقاشات ضبابية تلميحات مبهمة جمل غير مفهومة استقرت في ذاكرتي عندما تعلمت الكلام لم أكن أجيد صياغة الأسئلة المباشرة كنت أخاف من أعين الناس وأشتم روائح الدم وأرى جثثا مكومة في أعين جميع من تحدثت إليهم كانت الدماء أوضح من الأجوبة نفسها نتحدث هنا عن عبء جدي يعيق فهمي للحياة كانت خطواتي في أروقة مرابع الصبا بعد فهمي الحقائق ثقيلة ومتعبة محاولات يومية يائسة لنسيان ما لا يمكنك نسيانه هذا حال من شهدوا مجزرة مدينة حماة عام 1982 كان أبي من بين الآلاف الذين أخفاهم نظام الأسد الأب في زنازينه أو من بين الآلاف الذين أعدمهم في الشوارع لا أدري حتى اليوم في أي فئة كان أبي لم نستلم جثمانه ولا نعلم مكانه حتى بالنسبة لي شكل وجود بقايا من مكتبته في سقيفة بيتنا وبعض كتاباته ملاذا جميلا للتحدث معه كانت المكتبة دليلا مرئيا يشعرني بالطمأنينة وتحاكي مقام أبي الذي سيزورنا يوما ما لاحقا درست الاقتصاد في جامعة حلب أحببت علم الإحصاء وحل معضلات المعادلات الرياضية لكنني كنت دائما أميل إلى التصوير الفوتوغرافي والمهام التي تعتمد على الخيال والصورة كيف ومتى حدث لقاؤك الأول مع الصورة الفوتوغرافية كيف أثر هذا اللقاء على أعمالك حدث اللقاء مع صورة أبي ذلك حين بدأت بالسؤال عنه أين يعيش كانت صورته تمثل مرجعا لما يمكن أن يكونه لاحقا كانت صوره في مقام زيارة المقبرة أو التربة بعد سنوات طويلة من الانتظار البارد تلاشى الأمل في أن يكون حيا أصبحت الصورة هي أبي نفسه كان هو الذي لا وجود له سوى في الصور أدركت مبكرا أن الكاميرا يمكنها استحضار الزمن المنصرم وللصورة قدرة لا مثيل لها في التماهي مع الخيال وسرد آثاره حتى الآن أرى الصورة مدركا أنها غياب مؤقت وعتمة أو غياب النور في أحسن الأحوال هذا ما جعلني منتبها إلى أهمية الصورة وتأثيرها المباشر والفعلي في خلق تداع للزمن هكذا الصورة بالنسبة لي مكان أستطيع العيش فيه إلى الأبد هل هناك صورة شعرت بأن الرعب فيها لامتناه ولا يحتمل حياتك قبلها ليست كحياتك بعدها صور حافظ وبشار الأسد مريعة هي مثال على غياب القانون والعدالة صورهما هي مجاز للموت في بلادنا يستخدمها السوري لإخافة السوري الآخر توجد صورهم في سياقات انعدام الأمان وهذا حال ما وصلت سورية إليه اليوم لست هنا بصدد عقد مقارنات بائسة بين جرائم قوى أمر الواقع في سورية أتحدث تحديدا عن دور العائلة الحاكمة في احتكار الدولة وتعميم سياسة الخوف بين الناس أعتقد أن العمل على تغيير أثر الصور الذهنية أفضل ما يمكن فعله عدم فعل ذلك يعني الاستمرار في إنتاج خيال اجتماعي نشط يستهدف حياة الناس بمحاكمات عقلية بدائية على سبيل المثال ما الذي تعنيه لك صورة سيارة بيجو ستيشن في سورية أنجزت مشروعا فوتوغرافيا اسمه دمشق الجسد بدأت فيه نهاية عام 2009 كيف ترى المشروع اليوم وما السياق السياسي له في ذاك الزمن الجسد هو ما يشغل الحاضر يكبر مع المدينة وهي تكبر يحفر ظله في كل شارع ومقهى وبيت يشكل ذاكرتنا لأيام ستصبح الآتي والآن معا مشيت طويلا لأبحث عن الجسد وما زلت ظلا طازجا في شوارع هذه المدينة أحاول خلق قيمة تبادلية استنادا إلى عالم مشترك لا غربة فيه كنت أبحث عن روح دمشق محاولا تجسيدها في تفاصيل صغيرة عبرت عنها من خلال 365 صورة تمثل كل صورة ذاكرة حسية لليوم هذه دمشق كما أراها بدأت المشروع في الأول من يناير كانون الثاني 2010 حتى الـ31 من شهر ديسمبر كانون الأول 2010 ليس سهلا أن تكون مصور شارع في سورية فلا يمكنك أن تكون متحيزا أو حياديا مع الواقع مشروع دمشق الجسد كان بالنسبة لي مغامرة شخصية فسحة لتبادل الآراء عن الحياة اعتدت أن أصفه بالذاكرة الحسية آنذاك وهو كذلك بالفعل من الناحية العملية كان التوصيف محاولة لتجنب زيارات الأفرع الأمنية دوريا فلنقل إنه تقليل للزيارات غير المرغوبة من الجهتين في الصيغة العامة كان المشروع فنيا توثيقيا تجريبيا نشرت صوره عبر موقع إلكتروني خاص به راغبا بخلق مشاع إبداعي مع تخصيص مساحة لمن يريد أن يكتب من وحي الصورة نصا أدبيا أو صحافيا أو خاطرة ولتمكين الصورة كمادة فنية ومرجع ثقافي مشترك متصل مع المجتمع بمختلف شرائحه الصورة وسيط مرن ييسر التواصل بين الناس كنت أريد أن أتعرف إلى البلد وفهم ما يدور حولي في بعض الأحيان كنت أريد التحقق من صحة افتراضات مسبقة صور نمطية من نحن وما الذي يشكل هويتنا هل تمكن صياغة مفاهيم محددة تقودنا إلى الانكشاف عن حالنا ما هي الانطباعات التي يحملها ساكنو دمشق عن مدينتهم هل لاختلاف قراءة صورة معينة دلالات ثقافية لا ترتبط بالتفاعل مع المكان هل هناك ظواهر متكررة عن المعاش وما تأثير الثقافة المحلية به دمشق كانت البداية كنت أنوي الذهاب إلى الأطراف إلى القرى والمدن البعيدة فسورية ليست فقط المدن الكبيرة ما الذي يجمع بين مزارع في جسر الشغور تتبع محافظة إدلب شمال غرب مع آخر في الموحسن تتبع دير الزور شرق مثلا لحركة الثقافة المستقلة والجمعيات الأهلية المستقلة دور ثقافي مهم في بناء التعاطف والتقارب بين المجتمعات كنت أحاول الالتفاف على القول السياسي الصريح والاستمرار بالمشروع من دون صدام مباشر لم أنشر جميع الصور الملتقطة كي لا أصطدم مع الأفرع الأمنية كما تعرف في سورية وجود كلمة مشروع شخصي مع تفاعل اجتماعي معا في جملة واحدة يهدد أمن الدولة فضلا عن عدم إعطاء تراخيص لمؤسسات أهلية غير مرتبطة بمنظمات أسماء الأسد المشروع اليوم كما البارحة لم يتغير فيه شيء فقط عندما تستطيع المجتمعات إنتاج صورتها عندها نقول انتصرنا مدى تكرار مشاهدة صورنا الخاصة يعظم أثرها النفعي والوظيفي هي تحرير سند ملكية وتعبير عن امتلاكنا الواقع وتفسيره في مارس آذار عام 2011 انطلقت الثورة السورية تنقلت حينها بين العديد من المحافظات الثائرة لتلتقط الصور حدثنا عن هذه التجربة وكيف تنظر إليها اليوم وكيف وازنت ما بين الحالة التوثيقية والحالة الجمالية مع انطلاق الثورات بدأ عهد المواطن الصحافي أو المصور نوع جديد من الصورة التسجيلية تسعى إلى أن تكون دليلا وتتجه نحو إمحاء أثر صورة الأخ الكبير وهيمنته على إنتاج الأنماط الاجتماعية نتحدث هنا عن فعل مقاوم يسعى الناس من خلاله إلى استعادة صورهم الذاتية قبل شهر مارس عام 2011 كنت من ضمن المجموعات المشاركة في الاعتصامات عند السفارة الليبية والسفارة المصرية وبعدها اعتصامات في سوق الصالحية وتظاهرات سوق الحميدية وغيرها كانت معظم أسمائنا معروفة لدى أجهزة الأمن والاستخبارات تلك الأيام صعبة للغاية ومحاكمتي للواقع حينها كانت صعبة ومعقدة مع كل ذلك كان خياري واضحا أردت أن أكون هناك لحظة انطلاق الثورة ماتت أدبيات الصورة الفوتوغرافية في سياقها الجمالي فهي مقيدة مثلها مثل باقي الفنون التعبيرية حتى اعتصام الصالحية وقبل اعتقالنا بقليل تخلصنا من أرشيف الصور للاحتياطات الأمنية بعد ذلك أصبح الموضوع أكثر خطرا لانشغالنا بالحراك الثوري ولأسباب أمنية توقفت عن التصوير الفوتوغرافي لا يخفى على أحد مدى خطورة استخدام الكاميرا في الشوارع السورية شخصيا حاولت التصوير مجددا لكن مشاهد العنف والدمار وأحوال الناس الصعبة أكبر من أن أنظر إليها في عين الكاميرا مشروعك القطط اللاجئة الذي بدأت بالعمل عليه في عام 2015 كيف بدأ وأين انتهى في المقياس الطبيعي حجم القطة أصغر من الإنسان في الحرب يعادل حجمها الإنسان كلاهما أصغر من الطبيعي لا يراهما الناس في السياق اليومي للحياة إذا لم يقتربوا منهما جيدا كنت مهتما وأنا في سورية برصد تفاعل الناس مع القطط في حياتنا اليومية فهي جزء لا يتجزأ من صور الحياة التي تتحرك في المدينة مع توسع حركة النزوح خارج البلد قابلت العديد من العائلات التي لم تتخل عن مسؤولياتها العاطفية تجاه قططها المتبناة ونزحوا معا إلى تركيا بالنسبة لحياة القطط داخل المنزل غالبا ما تكون المساحة التي تتشاركها مع الإنسان بمثابة وطن صغير بوابته باب المنزل وإطلالته النوافذ بعد تجربة طويلة مع المنفى رأيت أن وطن قططنا في منازل إقامتنا الحالية ينفينا عندما نكون خارجه من هنا جاء اسم المشروع خارج المنزل تركيا داخل المنزل سورية زرت في تركيا منازل كثيرة لعائلات سورية نادرا ما وجدت منزلا يخلو من قطط تملأ المكان بحيويتها يجلب لها المكان الدفء وتتشارك مع السوريين حياتهم الخاصة والقطط نفسها مهاجرة لاجئة أيضا رحلت مع أصحابها خارج البلد أو التحقت بهم هربا من العنف التعريف العام بالمشروع كان حول تأثير البيئات الجديدة وكثرة التنقلات بين البلدان على سلوك هذه القطط اللاجئة ذلك عبر قصص فوتوغرافية يسردها أصحاب القطط هذه الكائنات وردات فعلها والتغيرات التي حصلت في شخصياتها المشروع يتحدث عن وحدة الحال بيننا في مواجهة الغربة محاولة لفهم سلوك الحيوانات في مناطق الحرب والنزاع كانت تلك الزيارات تحمل قصصا غنية تفاعلت معها بنفس المقدار الذي تفاعلت معه عندما كنت في دمشق دعم المشروع المركز الثقافي البريطاني وعرض في مركز الفن بلندن إضافة إلى الدعم اللوجستي على الإنترنت بعد الشتات السوري أنت مقيم اليوم في تركيا كيف أثر هذا الانتقال على عملك ورؤيتك مع بداية الثورة كنت في أواخر العشرينيات في هذا العمر تساعدنا الخبرات والتجارب الطويلة على اتخاذ قرارات ناضجة وواضحة في مسائل الحياة ندع ما يجلب السعادة ويعيننا على مشاغلنا يمر في حياتنا ونتجنب ما هو عكس ذلك في المنفى تصبح هذه المعادلة أقل حضورا فضلا عن تفكك شبكاتنا الاجتماعية ومدى قدرتنا على بنائها في أماكننا الحالية تلقائيا خسرت إمكانية الحركة في الحيز الفوتوغرافي الذي أحب كوني مصمم غرافيك ومشتغلا بالاتصالات البصرية كنت محظوظا في متابعة عملي هنا وهناك هذا عادة لا يمكنك ضمانه في الغربة عطفا على السؤال السابق في المنزل السوري قبل الحرب التي لم تبق شجرا أو حجرا أو بشرا كان لألبوم الصور الفوتوغرافية العائلي هالة من القدسية تتجمع الأسرة حول الأكبر سنا ليريهم كل صورة على حدة ويروي قصتها وفي الغالب تروى قصة الذين ليسوا بينهم اليوم أي قصة الغياب هذه الأسرة السورية تشظت في بقاع الأرض كيف يمكننا اليوم أن نقارب ألبوم صور الأسرة الفوتوغرافية مع الشتات السوري قبل ظهور كاميرات الديجيتال كان للصورة وسيط مادي ملموس يسمى النيغاتيف أي ضوء يعكس الواقع ويثبته على جلاتين باستخدام مواد كيميائية هذا هو بالضبط زمن فعلي مطبوع كيميائيا على مادة ما لنقل الورق في صيغته النهائية من هنا يمكننا القول إن مفهوم الغياب كان مرتبطا بالمكان ارتباطا فيزيائيا وهذا ما لا يحصل حاليا بإمكاننا الآن أن نأخذ سكرين شوت لمحادثة فيديو عائلية بالرغم من وجودنا في مكانين مختلفين هذه مأساة حقيقية لأننا لسنا موجودين معا لا في المكان ولا في الزمان أي نحن نتفاعل مع نسخة الصورة وليس الأصل المادي الملموس وبالتالي زمن إحساسك بالصورة التي تشاهدها أو تتفاعل معها هو تفاعل من طرف واحد وهو شأن ذاتي صرف كأن تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو تقرأ كتابا فتكون عاطفيا في مكان يشبه البرزخ إذا صح التعبير ما هي آخر مشاريعك وقبل أن تبدأ بمشروع ما على أي أساس تضع المعايير التقنية للمشروع اللقطة وقياسها الضوء والألوان التركيب والهندسة كوني مصور شارع لا أضع معايير قبل بدء أي مشروع أتجول في الأمكنة وأتأمل غالبا ما تكون هناك قصة نضجت بما فيه الكفاية لتكون صورة مع التجريب والتكرار أستطيع الإجابة عن معنى أن تكون هناك حكاية حتى لو وضعت معايير سابقة لفكرة ما فإنها حتما ستمر بذات الصيغة التي ذكرتها عمليا عندما تكون في سوق الحميدية مثلا لا يمر الزمن وتراتبية أحداثه وعلاقاته السببية بانتظام كما يحدث في الفيلم نتحدث هنا عن طريقة رؤيتك الواقع وكيف تراه وربما ما الذي تريد أن تراه يرتبط زمن الصورة الفوتوغرافية بالإدراك الحسي للمصور وهذا الزمن لا يشكل ديمومة مع زمننا بصفتنا مشاهدين لذلك نجد أن في الصور الفنية غالبا ما تفقد أي صورة تخلو من دافعها العاطفي بريقها فعند التأمل في تفاصيل المدن بما فيها من مواضيع كثيرة ومتباينة نجد لكل حدث في الفضاء العام مسارا حركيا مختلفا يكرر ذاته ويتفاعل بدوره مع أحداث حركية أخرى لا يشترط وجود تلك الأحداث بذات الفضاء بالضرورة علاقة سببية وهذا سبب تميز صور الفوتوغرافيين عن بعضهم عند تغطيتهم الحدث نفسه أجد نفسي في الأمكنة التي يستطيع هذا الحراك ترك أثر فيه لأن الصورة تنتقل إلى مستوى فوق جمالي إلى صورة ذات هوية قادرة على إنتاج انطباعات أجد متعة في التفاعل مع كل هذه الوفرة في النشاط هذا ما يحدد زاوية عدستي وحجم اللقطة وقياسها اتجاه وكمية الضوء اللازمة وجميع التقنيات التي ذكرتها بالنسبة إلى المشاريع أعمل حاليا على إعادة ترتيب أرشيف دمشق في كتاب مصور صور غير معروضة عن الحياة قبل الثورة ربما يكون الكتاب عن مقدمات الحرب

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح