استهداف كورمور يهدد استثمارات غاز كردستان العراق
استهدف هجوم بطائرة مسيرة في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، حقل كورمور الغازي في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، ما أدى إلى توقف فوري لإمدادات الغاز وانقطاع واسع للتيار الكهربائي شمل مدينة السليمانية ومناطق أخرى، الأمر الذي أعاد الإقليم إلى دائرة عدم الاستقرار الاقتصادي بعد سلسلة خطوات كانت تمهد لتوفير تجهيز شبه مستمر خلال الأشهر المقبلة.
ويمثل حقل كورمور العمود الفقري لبرنامج حكومة الإقليم الهادف إلى إنتاج كهرباء مستقرة على مدار 24 ساعة، ليس فقط لمدن كردستان، بل أيضاً للمحافظات المجاورة في العراق، في إطار خطة لزيادة الاعتماد على الغاز المحلي وتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية.
غير أن الهجوم أحدث انتكاسة مباشرة لهذا البرنامج، إذ أكد المتحدث باسم وزارة كهرباء الإقليم، أوميد أحمد، في تصريح صحافي، أن الهجوم تسبب في تقليل نحو 80% من الطاقة الكهربائية المنتجة، وأن الكميات المتبقية ستوزع للاستهلاك الضروري فقط، مثل المستشفيات ومشاريع المياه والمنشآت الحيوية. وبين أن توقف إنتاج الغاز بالكامل يجعل عودة التجهيز الطبيعي مرهوناً بإصلاح الأضرار واستئناف الضخ.
ما مصير استثمار لوك أويل الروسية في العراق؟
اقتصادياً، يمثل هذا التوقف ضربة لواحد من أهم المشاريع التي كان يعول عليها الإقليم لتقليل فاتورة استيراد الطاقة وتحقيق استقرار مالي أكبر في قطاع الكهرباء، الذي يستهلك سنوياً جزءاً كبيراً من موازنة حكومة كردستان عبر دعم الوقود وتكاليف التشغيل، فكل ساعة توقف في إنتاج الغاز تعد كلفة مالية إضافية، سواء عبر الاعتماد الاضطراري على الوقود السائل الأغلى ثمناً، أو عبر خسارة العوائد المتوقعة من بيع الفائض الكهربائي للمحافظات المجاورة.
وتأتي الضربة في لحظة اقتصادية حساسة، إذ كان الإقليم يستعد لتوسيع استثماراته الغازية، لتحويل كردستان إلى مركز إنتاج غاز قادر على تغطية الطلب المحلي وتصدير جزء منه داخل العراق.
ومع عودة الهجمات، يتعرض هذا المسار الاستراتيجي للاهتزاز، مما قد ينعكس سلباً على ثقة الشركات الأجنبية العاملة مثل دانة غاز الإماراتية، التي سبق أن أوقفت العمل مرات عدة بسبب تهديدات مشابهة في السنوات
ارسال الخبر الى: