قراءة في تقدير مركز استخبارات أمريكي لاحتمال تجدد المواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني
صدر في 12 نوفمبر الجاري عن منصّة RANE Network، وهي منصّة أمريكية متخصّصة في استخبارات المخاطر الجيوسياسية والأمنية، تقرير تقدير موقف بعنوان: «ماذا يعني صراع (إسرائيلي – يمني) متجدّد بالنسبة لليمن وأمن الخليج؟»
تخاطب هذه المنصّة في الأساس شركات الملاحة والطاقة، والمؤسسات المالية الغربية، والدوائر المرتبطة بالأمن القومي الأمريكي، وتتعامل مع الأزمات من زاوية «إدارة المخاطر» لا من زاوية فهم جذور الصراع السياسية والاجتماعية، وهو ما ينعكس بوضوح على قراءتها لليمن ودور صنعاء في معادلات المنطقة.
أولاً: اليمن كـ«عامل اضطراب» في العقل الأمني الأمريكي
يتعامل التقرير مع اليمن – ولا سيما القدرات الوطنية في صنعاء – باعتبارها عامل اضطراب أمني واقتصادي يهدد منظومة الهيمنة البحرية الغربية في البحر الأحمر والخليج، وليس كطرف سيادي يواجه عدواناً خارجياً.
وبذلك يضع التقرير احتمالات تجدد المواجهة اليمنية – «الإسرائيلية» ضمن إطار أوسع من الرؤى الاستخباراتية الأمريكية التي تركز على:
- أثر التصعيد على الملاحة الدولية،
- أمن الطاقة في الخليج،
- استقرار الأنظمة الحليفة لواشنطن،
- وحسابات الصراع مع محور المقاومة وإيران.
من هذه الزاوية، يمنح تحليل التقرير فرصة لفهم كيفية تفكير العقل الأمني الأمريكي تجاه اليمن، وكيف يُعاد إنتاج الصراع من الخارج بوصفه ملفاً «بحرياً – اقتصادياً» لا صراعاً سيادياً يتعلق بحق اليمن في الدفاع عن نفسه.
ثانياً: الإطار العام للرؤية الأمريكية
يعكس تقرير RANE نموذجاً كلاسيكياً للقراءة الأمريكية للصراع في اليمن، حيث تُختزل المواجهة اليمنية – الإسرائيلية في معادلة «المخاطر» على البنية الغربية في البحر الأحمر والخليج.
وتتأسس الرؤية الأمريكية – كما يعرضها التقرير – على ثلاث ركائز رئيسية:
- أمن الملاحة العالمية بوصفه مصلحة أمريكية مباشرة لا تقبل المساومة.
- تحجيم القدرات الوطنية اليمنية، لأنها تُعد في نظر واشنطن تهديداً متنامياً لمنظومة الهيمنة البحرية في البحر الأحمر.
- منع تشكّل توازن ردع يمني – إسرائيلي قد ينعكس على الخليج ويحدّ من قدرة واشنطن على إدارة الصراع الإقليمي والتحكم بسقوفه.
من هنا يرى التقدير الأمريكي أن أي تجدد للمواجهة
ارسال الخبر الى: