إنهاء صقور الشمال شمال سورية قرار تركي

٢٣ مشاهدة
يأتي حل فصيل صقور الشمال الذي كان يتبع لـالجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا ليفتح الباب أمام خيارات عسكرية في شمال سورية قد تغلفها السياسة وربما تكون لها تطوراتها على أرض الميدان في المستقبل القريب لا سيما أن تركيا التي تتحكم بقرار الجيش الوطني ووزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة آخذة بالذهاب في مسار تطبيع العلاقات مع النظام السوري وأكدت أنقرة منذ بدء الحديث عن التطبيع على لسان كبار مسؤوليها في الكثير من التصريحات عدم تخليها عن فصائل المعارضة التي تدعمها بالتوازي مع رغبتها في التطبيع لكن كان واضحا لجوء أنقرة إلى خيار تدجين بعض الفصائل التي لا توافق على الأجندات التركية بالمطلق ومنها فصيل صقور الشمال الذي تم حله بعد معارك دموية تدجين فصائل المعارضة بشمال سورية وأنهى فصيلا القوة المشتركة فرقة الحمزة وفرقة سليمان شاه مساء الخميس وجود صقور الشمال الذي كان انضم أخيرا إلى فصيل الجبهة الشامية العاملة جميعها تحت مظلة الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا وذلك بعد حصار لأسابيع ومعارك استمرت ليومين في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون بريف حلب الشمالي شمال سورية صقور الشمال رفض فتح معابر تجارية مع مناطق سيطرة النظام ودعم تظاهرات الشمال السوري وأعلن صقور الشمال عن حل نفسه قائلا في بيان إنه بسبب المتطلبات الميدانية في الآونة الأخيرة ومن أجل جعل القوة العسكرية للثورة أكثر فعالية في محاربة الأعداء وأكثر كفاءة تم حل فصيل صقور الشمال وإعلان خروجه من الجبهة الشامية وتسليم إدارة الفصيل لوزارة الدفاع واعتبر الفصيل في بيانه أن عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري مستمرة منذ عامين وفي هذا السياق تتم الآن إعادة توزيع الأدوار والوظائف الموكلة إلى بعض التشكيلات وكان الفصيل قد رفض في السابق حل نفسه بعد قرار من وزارة الدفاع بالحكومة المؤقتة وأعلن انضمامه إلى الجبهة الشامية في منحى لتحالف جديد وتأمين الحماية لكن يبدو أن القوة التي استخدمت ضده أرغمته على خيار الإقرار بحل نفسه خصوصا بعد سيطرة فصيلي القوة المشتركة المتمثلين بفرقة سليمان شاه التي يقودها محمد الجاسم أبو عمشة وفرقة الحمزة التي يقودها سيف بولاد على مقرات صقور الشمال في منطقة حور كلس وناحية بلبل ومحيط بلدة كفرجنة في منطقة غصن الزيتون شمالي محافظة حلب شمال سورية وفي 17 سبتمبر أيلول الماضي أعلن صقور الشمال في بيان له عن انضمامه إلى الجبهة الشامية العاملة تحت مظلة الفيلق الثالث وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة حينها عن حل صقور الشمال بهدف إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا الأمر الذي تسبب باستنفار فصائل الجيش الوطني والجيش التركي في منطقتي أعزاز وعفرين في ريف محافظة حلب الشمالي شمال سورية منذ ذلك الحين وتأسس صقور الشمال في منطقة جبل الزاوية وتحديدا في بلدة كنصفرة جنوبي محافظة إدلب عام 2012 ويقود الفصيل حسن حاج علي المعروف باسم حسن خيرية وينتشر الفصيل في كل من قرى كمروك بيلان دوراقلي وسعرينجك في ناحيتي بلبل وحور كلس بريف حلب الشمالي ويضم قرابة 2500 مقاتل معظمهم من أبناء محافظة إدلب وقسم من ريف محافظة حماة وريف محافظة حلب ورأى مراقبون ومتابعون أن إنهاء الفصيل جاء نتيجة عدم انصياعه للأجندات التركية الراغبة في حلحلة بعض الإشكاليات التي قد تفضي إلى تطبيع مع النظام مع الإبقاء على دعم الفصائل من قبل تركيا وأكدت مصادر من الجيش الوطني لـالعربي الجديد أن صقور الشمال رفض في السابق فتح معابر تجارية مع مناطق سيطرة النظام لا سيما معبر أبو الزندين الذي أثار لغطا وإشكالات كثيرة حيال قرار فتحه لكن القشة التي قصمت ظهر البعير حيال اتخاذ قرار بإنهائه هي دعمه للتظاهرات التي خرجت في شمال سورية ومناطق النفوذ التركي ضد تركيا من قبل محتجين على خلفية الاعتداءات على اللاجئين السوريين في ولايات تركية عدة في يوليو تموز الماضي درويش خليفة الصراعات بين الفصائل ستكون حاضرة في المستقبل وربما تسيل مزيدا من الدماء حل صقور الشمال الغلبة للأقوى وقال رضوان عنكير وهو من مكتب العلاقات الإعلامية لـصقور الشمال إن عناصر الفصيل تعدادهم 2400 مقاتل وهؤلاء سيتم دمجهم في الفصائل المنضوية تحت الجيش الوطني ورفض عنكير في حديثه لـالعربي الجديد الإجابة عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حل الفصيل وإنهائه بالقوة لكن قياديا عسكريا من الفصيل فضل عدم الكشف عن هويته أشار في حديث لـالعربي الجديد إلى أن قرار مصير عناصر الفصيل وقيادته سيتخذ خلال الأيام القليلة المقبلة أما بالنسبة لقرار إنهاء الفصيل فلم يعط إجابات واضحة وقال إن القرار لم يكن لحظيا لكنه جاء نتيجة مسار طويل تخلله إعطاء خيارات لقيادة الفصيل من قبل وزارة الدفاع ولم يتم التفاهم عليها من جهته رأى المحلل السياسي درويش خليفة أن حل الفصيل جاء نتيجة لكونه لم يكن مطيعا لبعض الرغبات التركية في الشمال السوري لاسيما فتح معبر أبو الزندين مضيفا لـالعربي الجديد لاحقا تم سوق التهم للفصيل والتي تتعلق بمسألة تجارة أو ترويج المخدرات وهذه التهم لا يمكن لنا إثباتها أو نفيها وتوقع خليفة أن تكون الصراعات من هذا النوع حاضرة في المستقبل وربما ستجر مزيدا من الدماء بحسب تعبيره أما الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان فاستبعد أن يكون حل الفصيل جاء نتيجة عدم انصياعه للأجندات التركية معتبرا في حديث لـالعربي الجديد أن تلك حجة تستخدمها بعض الفصائل لعدم الرضوخ لحالة الفوضى التي تنخر الجيش الوطني وبالتالي فإن تلك الفصائل تحاول الترويج أن محاربتها تأتي بسبب دفاعها عن الأجندة الوطنية ودافع علوان عن خيار الجيش الوطني ووزارة الدفاع والوقوف التركي وراء عملية إعادة هيكلة الجيش الوطني معتبرا أن العملية تأتي للمحافظة على المكتسبات الاجتماعية والأمنية التي تم تحقيقها في مناطق المعارضة بالإشارة إلى مناطق النفوذ التركي شمال حلب وبعض المناطق الأخرى لكن المعطيات تشير إلى أن الفصيلين اللذين شاركا بإنهاء صقور الشمال أي فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة هما الفصيلان الأكثر تهديدا لأمن منطقة سيطرة المعارضة والنفوذ التركي نظرا للانتهاكات التي يرتكبانها بحق المدنيين وتغولهما على باقي فصائل الجيش الوطني علما بأن الفصيلين يعدان اليد الضاربة لأنقرة في وجه الفصائل المعارضة لها وأعلن عن تشكيل الجيش الوطني السوري في ديسمبر كانون الأول 2017 من قبل الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وبدعم واسع من الجانب التركي لمحاصرة النزعة الفصائلية التي تسود الشمال السوري ويسيطر الجيش الوطني على منطقة درع الفرات في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي والتي تضم العديد من المدن والبلدات أبرزها الباب وجرابلس ومارع كما ينتشر في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي التي تحتضن العديد من مؤسسات المعارضة السورية وفي منطقة غصن الزيتون التي تضم منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان فضلا عن كونها تحتضن عشرات الآلاف من النازحين والمهجرين كما انتشر لاحقا في مناطق عملية غصن الزيتون التي تضم بشكل رئيسي مدينتي رأس العين وتل أبيض

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح