تصعيد إماراتي في الجنوب يفاقم التوتر مع السعودية ويعيد ملف الانقسام اليمني إلى الواجهة

عدن – المساء برس|

ألقى تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على موجة تصعيد جديدة بين الرياض وأبوظبي في الساحة اليمنية، بعد توسّع غير مسبوق لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في محافظات الجنوب، وصولاً إلى حضرموت والمهرة، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها “تحوّل مفصلي يعمّق الخلاف السعودي الإماراتي حول مستقبل اليمن”.

وذكرت الصحيفة أن نحو 10 آلاف مقاتل من قوات الانتقالي دخلوا الأسبوع الماضي إلى حضرموت الغنية بالنفط، قبل أن يتقدّموا نحو المهرة الواقعة على الحدود مع سلطنة عمان، ما جعل الانتقالي يفرض سيطرته على المحافظات الجنوبية الثماني كاملة للمرة الأولى منذ عقود.

وبحسب التقرير، فقد مثّل هذا التمدد “ضربة قوية للسعودية”، بعد سحب قواتها من قصر المعاشيق ومطار عدن، الأمر الذي كشف حجم الانحسار السياسي والعسكري الذي يواجهه حلفاؤها في الحكومة الموالية لها.

وبحسب الصحيفة أن أبوظبي باتت اللاعب الأكثر تأثيرًا في الجنوب، وأن إعلان دولة جنوبية من طرف واحد لم يعد سيناريو بعيدًا، رغم ما يحمله من مخاطر جيوسياسية شبيهة بتجربة الصحراء الغربية.

كما رجّحت أن يدفع المجلس الانتقالي نحو استفتاء على تقرير المصير، في ظل الدعم الإماراتي المباشر الذي تقول الصحيفة إنه ازداد بعد خلافات حادة بين الرياض وأبوظبي على خلفية ملف السودان.

وتشير الجارديان إلى أن قوات الزبيدي حظيت بإشارة “خضراء” من أبو ظبي للسيطرة على شركة “بترومسيلة” النفطية، أكبر منشأة من نوعها في اليمن، ما منحها ورقة نفوذ إضافية لإعادة رسم المشهد في الجنوب، بينما واصل رئيس ما يسمى مجلس القيادة رشاد العليمي تحركاته الدبلوماسية من الرياض، في محاولة للحفاظ على ما تبقى من نفوذ ما حكومته.

وتضيف الصحيفة أن دولًا غربية، إضافة إلى الأمم المتحدة، لا تزال تعارض تقسيم اليمن، لكنها تتابع بقلق التحركات الإماراتية والرد السعودي المرتبك، فيما أجرى دبلوماسيون غربيون اتصالات مكثفة مع الزبيدي في محاولة لمعرفة توجهاته المقبلة، بما في ذلك علاقاته مع موسكو ومسار المواجهة مع قوات صنعاء.

وبحسب التقرير، تتعرض البعثة السعودية في حضرموت لضغط كبير من قيادتها