قديماً قالوا: “ما حكّ جلدك مثل ظفرك”، وقد أثبتت التجربة أن الأظفار الفلسطينية خشنة وصلبة، ويمكنها أن تسبّب الكثير من الندوب في وجه كلّ من يناصبها العداء.
وهي تقترب من تجاوز شهرها التاسع عشر، تبدو الحرب الهمجية التي يشنّها العدو الصهيوني على قطاع غزة تسير في الاتجاه نفسه، وبالوتيرة نفسها، إذ يستمر “جيش” الاحتلال في الاعتماد على قوة النيران الهائلة التي توفّرها له آلة حربه الحديثة، والتي لا يلوح في الأفق القريب أنها على وشك النضوب أو النفاد، حيث تتواصل إمدادات السلاح الأميركي بأنواعه كافة في الوصول إلى “دولة” الكيان، مانحة إيّاه فرصة لا تُعوّض لمواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المنكوب والمظلوم.
على الجانب المقابل تبدو خيارات المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذه الحرب المجنونة أكثر صعوبة وتعقيداً، إذ إنها ما زالت تعتمد على ما تبقّى لديها من إمكانيات عسكرية محدودة، في ظلّ حصار مُطبق تتعرّض له منذ بداية الحرب، ناهيك عما تعرّضت له من تضييق ومنع من القريب والبعيد خلال الثمانية عشر عاماً الماضية، وهو ما حدّ كثيراً من قدرتها على الحصول على سلاح جديد أو حديث، حيث اعتمدت منذ ذلك الحين على الصناعات المحلية، والتي وإن لم تكن بجودة ولا كفاءة نظيرتها المستوردة من الخارج، إلا أنها استطاعت من خلالها سواء في المعارك السابقة، أو في معركة “طوفان الأقصى” أن تفرض معادلات كانت في بعض مراحلها حاسمة وفارقة.
في ظل هذه الظروف التي يبدو فيها العدو الصهيوني أكثر قدرة على التدمير والإيلام نتيجة ما يملكه من إمكانيات، وعلى التسبّب بمروحة واسعة من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ولا سيّما بعد أن لجأ منذ الثاني من آذار/مارس الماضي لإغلاق المعابر، ووقف إدخال المساعدات، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانية بدأت معالمها في الظهور خلال الأسابيع الأخيرة، وفي ظل إصرار المقاومة الفلسطينية على مواصلة القتال بغضّ النظر عن الفارق في الإمكانيات، ورفضها المطلق لتقديم تنازلات قد تمسّ بجوهر القضية الفلسطينية برمّتها، وقد تؤدي في حال القبول بها إلى نسف كل