بين إسرائيل وإيران لماذا لا نتعاطف أو نحزن حين يسقط الجلاد

90 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل
مصطفى غليس

في لحظة كهذه، يسأل البعض:

أين مشاعرنا؟

لماذا لا نحزن على ما يحدث لإيران؟

لماذا لا نهتف ضد إسرائيل؟

والجواب – لمن ينتقدني، أو يسأل بصدق – مؤلم بقدر ما هو واضح: لأن الجلاد، حين يسقط، لا ينبغي أن يبكيه ضحاياه.

نعم، إذا جاءت العدالة أحيانًا من باب لا نحبّه، فلا بأس أن نعتبرها عدالة مستحقة، طالما أن المجرم نال جزاءه.

هذا ما أشعر به اليوم بالضبط. إيران تحصد ما زرعته من شرور على يد جلادٍ آخر.

ما يجري اليوم بين إيران وإسرائيل ليس مجرد جولة عسكرية اعتيادية. إنه فصل جديد من صراع طويل ألقى بظلاله على المنطقة منذ أربعة عقود وعبث بها، لكنه هذه المرة مختلف تمامًا؛ فحروب الطرفين التي ظلّت تُدار لسنوات بالوكالة، صارت مباشرة، وهي موجعة للطرفين بالتأكيد، لكن ليس لنا.

أنا يمني، وكإنسان عربي مسلم، أحمل عواطف متعددة.

لكنني أؤمن أن العاطفة الوطنية يجب أن تكون هي الركيزة الأولى، والبوصلة التي لا تختل. قد تتحرك مشاعري القومية مع فلسطين، وتتأثر عاطفتي الدينية حين تُستهدف أي دولة مسلمة، لكن هذه المشاعر لا يمكن أن تتفوق على إحساسي الوطني، ولا أن تُلزم ضميري بتعاطف مع من دمّر وطني بيده، وأحرقه بنيرانه.

أنا لا أتعاطف مع إيران ويستحيل أن أفعل. هذا شعوري الطبيعي والحقيقي، لا عن حقد، بل عن قناعة، لأنها لم تكن يومًا معنا، بل ضدنا، وساهمت في خراب اليمن، وفي غيره من الدول العربية كلبنان وسوريا والعراق. وما تزال تطمح إلى الوصول إلى دول عربية أخرى لتدميرها.

إيران، التي تذلها إسرائيل اليوم بضربات قوية ومتتالية، لن ولم تكن ضحية في وجدان شعوبنا، بل كانت – وما زالت – الآفة التي مزّقت أوطاننا، وزرعت الفوضى، وأشعلت الحروب التي أكلت أكباد أطفالنا. وما نراه اليوم ليس نهاية بريء، بل حصاد جلادٍ أسرف في الأذى، وتوهّم أنه فوق المحاسبة. ومن الذي يحاسبها اليوم؟ لا يهم من يكون، حتى لو كانت إسرائيل، طالما أنها تنال الجزاء، وتشرب من كأس

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح