إستراتيجية معاكسة لماذا تبدأ إسرائيل بضرب قواعد الحوثيين قبل استهداف قياداتهم

يافع نيوز – إرم

شهدت الساعات الماضية تصاعدًا في وتيرة العمليات الإسرائيلية داخل اليمن، وسط توقعات خبراء ومحللين بأن الأيام المقبلة ستشهد هجمات نوعية أوسع نطاقًا، في إطار إستراتيجية عسكرية جديدة تتبعها تل أبيب ضد الحوثيين.

وعلى خلاف ما قامت به إسرائيل في غزة ولبنان وإيران، حيث ركزت أولًا على استهداف القيادات السياسية والعسكرية، ثم البنى التحتية، تشير تحليلات عسكرية إلى أن تل أبيب تعتمد في اليمن نهجًا معكوسًا، يبدأ بتدمير المنشآت الحيوية والاقتصادية، قبل الانتقال إلى ملاحقة القيادات البارزة.

الأربعاء الماضي، شملت الغارات الإسرائيلية مواقع حساسة بصنعاء، منها مقر دائرة التوجيه المعنوي، ومجمع وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان، إضافة إلى محطة وقود حكومية، كما امتدت إلى المجمع الحكومي والبنك المركزي ومكتب وزارة المالية في محافظة شمالية، فضلًا عن مواقع عسكرية إستراتيجية قرب هذه المؤسسات. وأسفرت هذه العمليات عن سقوط 211 قتيلًا وجريحًا، لتعدّ الأشد دموية منذ بدء التدخل الإسرائيلي في اليمن منتصف العام الماضي.

ويؤكد محللون أن الضربات استهدفت مؤخرًا قطاعات اقتصادية حيوية مثل الموانئ ومحطات الكهرباء والمطارات، وهو ما كبّد الحوثيين خسائر كبيرة، خصوصًا مع شبه تعطيل موانئ الحديدة، التي تمثل منفذهم التجاري والعسكري الأبرز.

العميد عبد الرحمن الربيعي اعتبر أن استهداف الحكومة الحوثية غير المعترف بها “ضربة موجعة”، كونها توفر غطاء إداريًّا للجماعة، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات أدق لاصطياد القيادات العسكرية والسياسية ذات الوزن الثقيل.

أما الخبير الإستراتيجي علي الذهب، فرأى أن هذا النهج يهدف إلى إضعاف البنية الاقتصادية للحوثيين، انسجامًا مع الضغوط الأمريكية التي تضيّق الخناق على شبكاتهم المالية، بينما توقّع المحلل السياسي خالد سلمان أن تدخل العمليات الإسرائيلية طورًا جديدًا قائمًا على “مخطط اغتيالات واسع”، قد يطال قيادات الصف الأول، وفي مقدمتهم عبد الملك الحوثي.

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تل أبيب، وتعهد واشنطن بمواصلة الدعم العسكري لإسرائيل، يرى مراقبون أن المشهد في اليمن مقبل