إدارة بايدن والعدوان الإسرائيلي على لبنان ادعاء النأي بالنفس

٥١ مشاهدة
عندما حط جو بايدن في مايو أيار 2009 في بيروت حين كان نائبا للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بزيارة استمرت سبع ساعات تعهد بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن لبنان رغم محاولات التقارب حينها بينها وبين سورية وإيران وبعدما غاب لبنان طويلا عن أجندة البيت الأبيض وسط تركيز على الاستفادة من الخناق الاقتصادي للضغط على حزب الله خصوصا في عهد إدارة دونالد ترامب انخرطت إدارة بايدن منذ العام 2020 في الملف اللبناني على نحو أوسع عن طريق الوساطة التي قادها مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين على مدى نحو عامين لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذي تم في أكتوبر تشرين الأول 2022 من دون أن يتمكن من تحقيق اختراق مماثل في الحدود البرية فيما انتقل تركيز إدارة بايدن بما في ذلك هوكشتاين منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي الذي نفذته حركة حماس وانخراط حزب الله في اليوم التالي بمعركة إسناد غزة إلى التركيز على ضبط المواجهات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة من دون تحقيق ذلك لا سيما مع النيات الواضحة لحكومة بنيامين نتنياهو بشن عدوان واسع تتوقع الإدارة الأميركية تصعيدا إسرائيليا أكبر ضد حزب الله بحسب الإعلام الإسرائيلي وإذا كانت الأسابيع الماضية قد شهدت على غرار حرب غزة منذ 7 أكتوبر 2023 تكرارا لمواقف أميركية بما في ذلك لبايدن تعبر عن القلق من توسع الأعمال العسكرية بين إسرائيل وحزب الله والرغبة في الحل الدبلوماسي إلا أنه في الواقع لم تبد واشنطن يوما حتى لمتابعين غربيين غير شريكة في عدوان أصبح يأخذ أشكالا جديدة عسكرية وتكنولوجية وعلى مساحات أوسع ويبدو أنه سيطول ويغيب التعويل على دور أميركي يلجم الاحتلال حتى مع حديث مسؤول أميركي أول من أمس لوكالة رويترز عن أن واشنطن بصدد تقديم أفكار ملموسة لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله مجددا معارضة واشنطن غزوا بريا إسرائيليا يستهدف حزب الله لأسباب عدة لا ترتبط فقط بالتسريبات الإسرائيلية عن ضوء أخضر أميركي للعدوان على لبنان بل أيضا لأن عاما كاملا من العدوان على غزة كان شاهدا على الخداع الأميركي والهوة الواسعة بين التصريحات وما يتسرب عن خلافات بين إدارة بايدن ونتنياهو وبين ما يجري على الأرض من دعم كامل للاحتلال وتغطية لجرائمه ليس فقط سياسيا بل أيضا عسكريا حرب أكثر شراسة وبعد تبادل إطلاق النار منذ الثامن من أكتوبر الماضي والذي كانت حدته ترتفع وتخفت شن الاحتلال منذ الأسبوع الماضي هجمات كبيرة على حزب الله واغتال قياديين كبيرين له ونفذ هجوم النداء القاتل المتعلق بأجهزة البيجر التي يستخدمها الحزب والتي انفجرت بين المدنيين وفي الأماكن العامة يوم الثلاثاء الماضي قبل أن تعلن الحكومة الإسرائيلية أول من أمس الاثنين بدء عملية عسكرية ضد الحزب هي بمثابة حرب شاملة على لبنان يبدو أن إدارة بايدن منحتها أخيرا مباركتها وفق المحللين الإسرائيليين لا بل تتوقع الإدارة الأميركية تصعيدا إسرائيليا أكبر ضد حزب الله بحسب إذاعة كانت ريشت بيت أمس الثلاثاء والتي نقلت عن مسؤولين إسرائيليين رسائل إلى مسؤولين أميركيين مفادها أن إسرائيل لديها القدرة على رفع مستوى عملياتها وتقدر إدارة بايدن وفق الإذاعة أن حزب الله لن ينزل عن الشجرة في وقت قريب وربما يوسع نطاق نيرانه مفترضة أن إسرائيل سترد بطرق لم نشهدها حتى الآن وقبل الشروع في العدوان واسع النطاق على لبنان والذي شمل أيضا محاولة اغتيال مسؤول كبير في حزب الله هو علي كركي أكد الحزب فشلها أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بنياتها بحسب ما نقلت قناة كان 11 الإسرائيلية ليل الاثنين عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير ووفقا للمسؤول نفسه فإن إدارة بايدن أعطت مباركتها للعملية لأسباب من بينها إدراك الولايات المتحدة أنه من المستحيل الآن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار على جبهة لبنان وفي مقابل هذه التسريبات الإسرائيلية ذكرت وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون أنها سترسل قوات أميركية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط مع تنامي التوترات ولن يتخطى عدد أفراد هذه القوات الإضافية العشرات وسيتوجهون إلى المنطقة للمساعدة في حماية آلاف الأميركيين فيها وقال المتحدث باسم البنتاغون المايجور جنرال باتريك أس رايدر إنه في ضوء ارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط وبسبب الحرص الكبير سنرسل عددا قليلا من القوات الإضافية لزيادة عدد قواتنا الموجودة أصلا هناك وسبقت ذلك اتصالات مكثفة بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الأسبوع الماضي وشدد أوستن أكثر من مرة بحسب البيانات الرسمية على دعم الولايات المتحدة إسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها ولكن على أهمية إيجاد حل دبلوماسي يسمح للسكان في شمال إسرائيل وجنوب لبنان بالعودة إلى منازلهم بسرعة وبأمان كما التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يعيد المحتجزين إلى ديارهم المحتجزين لدى حركة حماس وقال بيان صادر عن البنتاغون مع ارتفاع التوترات بين حزب الله وإسرائيل إن أوستن أوضح لغالانت أن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بحماية القوات الأميركية ومصممة على منع أي أطراف إقليمية من استغلال الوضع أو توسعة الصراع في إشارة إلى إيران خصوصا ويوجد في المنطقة حوالي 40 ألف جندي أميركي موزعين على قواعد في العراق وسورية ودول الخليج كما توجد في المياه الإقليمية حاملة الطائرات أبراهام لينكولن وتوجهت إليها حاملة ثانية هي هاري ترومان ومنذ بداية حرب غزة أرسلت الولايات المتحدة حاملات طائرات إلى المنطقة وعززت قواتها لكنها عادت لتخففها ثم تزيدها مع كل خطر كان يلوح لتصعيد مرتبط بإيران أو حزب الله وتكفلت أميركا وبريطانيا بمحاولة الرد على هجمات جماعة الحوثيين في اليمن بالبحر الأحمر دعما لغزة عبر توجيه ضربات لمواقع للجماعة كما يعلن جيشا البلدين مرارا إدارة بايدن وتسريب الخلافات وفي تحذيراتها العلنية تردد واشنطن أن حربا أوسع في المنطقة لن تكون في مصلحة أحد كما تعرب عن قلقها منذ بداية الحرب من خطر توسع الصراع إلى لبنان وتبدي رغبتها باعتماد المسار الدبلوماسي للحل وقد أرسلت موفد بايدن آموس هوكشتاين مرات عدة إلى تل أبيب وبيروت حيث حمل إلى المسؤولين اللبنانيين مطلب إعادة قوات حزب الله إلى جنوب الليطاني فيما تمسك الحزب بـإسناد غزة وبين السطور تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مرات عدة صعوبة التوصل إلى اتفاق بين دولة الاحتلال والحزب ليس فقط بسبب حرب غزة بل لأن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة غير معنية بتقديم تنازلات مثل ترسيم الحدود هذا الوضع يشبه الحلقة المقفلة بالنسبة إلى إدارة بايدن فهي من جهة تريد إسرائيل منتصرة في الحرب ومظهرة لتوفقها العسكري وقادرة على التغلب على خطر وجودي بدا محدقا بها وتلمسته واشنطن بعد هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في المقابل تدرك هذه الإدارة حجم المخاطر المتأتية عن حرب استنزاف طويلة كان قد حذر منها بايدن لدى زيارته تل أبيب بعد الهجوم كما لا تريد الانخراط في حرب مدمرة في المنطقة قد لا تشهد رابحا واضحا وتأتي في موسم انتخابي في الولايات المتحدة لا يحتمل فيه الديمقراطيون خسارة أصوات العرب والمسلمين والتقدميين بمواجهة دونالد ترامب ماثيو ميلر المسألة تتعلق بشكل المنطقة التي تريد شعوبها العيش فيها وتفسر هذه الأسباب إظهار إدارة بايدن مع بداية العدوان على لبنان النأي بالنفس مجددا عن الهجوم الإسرائيلي ولو مع تلميحات ماكرة تؤكد مباركته نظرا لاعتبارها أن جيش الاحتلال نجح في إحداث عدد من الصدمات لدى ما يسمى محور المقاومة إيران وحلفائها قبل بدء الهجوم ولو أن هذه الإدارة سعت أيضا إلى تبرئة نفسها من هجوم النداء القاتل والذي يعد غير مسبوق في تاريخ الحروب منذ عقود وتستخدم إدارة بايدن في تعاملها مع الحرب على حزب الله الأسلوب ذاته الذي انتهجته مع حرب غزة ولو مع تسريبات تشي بإرسالها تحذيرات مسبقة أن بالإمكان تجنب توسعة الحرب إذا ما أبدى حزب الله مرونة وهو أمر جاء متأخرا مع حرب غزة حين قدمت الإدارة الأميركية مبادرات رفضها نتنياهو أو حماس علما أن شروطها تميل لصالح الاحتلال وتتحرر إدارة بايدن في حرب لبنان من قضية المحتجزين التي لطالما عبر الرئيس الأميركي عن أن تحريرهم أولوية لديه لكنها في المقابل تخشى حربا لا غالب ولا مغلوب فيها حتى لو استخدمت إسرائيل سياسة العصر الحجري مع لبنان رغم ذلك فإن إدارة بايدن لم تخف من منظور استراتيجي أهمية الحربين بالنسبة إلى مشروعها في المنطقة الذي يذهب أبعد من غزة ولبنان إلى كيفية رسم شكل التحالفات والسياسات في المنطقة وأي شرق أوسط سيكون عليه الوضع بعد انتهاء الحرب وبينما تردد رغبتها في حل دبلوماسي يقوم هذا الحل على الانصياع لشروطها وشروط إسرائيل حيث ترى واشنطن أن حرب استنزاف طويلة قد تقوض تعزيز التحالفات في الشرق الأوسط لمواجهة إيران وكذلك التحالفات الاقتصادية في مواجهة الصين وكان ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قد أكد الأسبوع الماضي لدى سؤاله عن إمكانية وقف الولايات المتحدة تسليح دولة الاحتلال لوقف الحرب إذا كانت جادة أن السؤال هو لكل الدول في المنطقة حول نوع المنطقة التي يريدون العيش فيها وفي موازاة الدعم المنقطع النظير والتناغم في ضرورة القضاء على حماس وتحجيم حزب الله وردع إيران تتواصل التسريبات المقصودة مع حرب لبنان من واشنطن بطريقة متشابهة لما يحصل مع عدوان غزة عن خلافات بين إدارة بايدن ونتنياهو وهو ما تضعه وجهات نظر في إطار تبادل الأدوار لعدم إحراج الديمقراطيين في موسم الانتخابات وفي هذا السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز أول من أمس إن مساعدي بايدن أصبحوا يتحدثون علانية عن أن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة لم يكن أكبر مما هو عليه الآن ويؤكدون أن الخلاف يتسع بين بايدن ونتنياهو بعد الهجوم على لبنان وأشارت الصحيفة إلى أن مساعدي بايدن بدأوا يعترفون بأن الوقت ينفد أمامه للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وأضافت الصحيفة أن الكثير من مساعدي بايدن لم يعودوا يخفون استياءهم من نتنياهو ويتحدثون بصراحة أكبر عن الخلافات الشديدة التي دارت بينهما خلال مكالماتهما الهاتفية أو الزيارات المحبطة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإسرائيل والتي حصل فيها على ضمانات خاصة من نتنياهو لكنه نقضها سريعا ويتساءلون الآن علنا عما إذا كان نتنياهو يستمر في وضع شروط جديدة لمنع وقف حرب غزة وفيما يقول مساعدو بايدن إنه يحق لإسرائيل مهاجمة حزب الله الذي أصبح دولة داخل دولة في لبنان فإنهم يؤكدون أن عدم وجود تواصل بين بايدن ونتنياهو منذ تفجير أجهزة البيجر في لبنان بمثابة إشارة إلى مدى قلة ما يمكن أن يقوله كل منهما للآخر ونقلت نيويورك تايمز عن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قوله إنه ينبغي دفع إسرائيل وحزب الله إلى وقف دورة العنف وتجنب حرب أوسع وأضاف هناك طريق للتوصل إلى اتفاق لكنه متعرج ومحبط ونستبعد أن يقبل الطرفان الآن أي مقترح وهو ما يزيد احتمالات طول الحرب على غرار حرب غزة قبل عام وكان سوليفان قد عبر عن قلقه السبت الماضي حيال التصعيد بين إسرائيل ولبنان لكنه قال إن اغتيال إسرائيل قياديا كبيرا في حزب الله يحقق العدالة بحق الحزب في إشارة إلى اغتيال إبراهيم عقيل المطلوب أميركيا وبحسب الصحيفة لا يستطيع سوليفان أن يتبنى وجهة نظر مغايرة على الأقل علنا مشيرة إلى أنه لا فائدة من إعلان أن خطط بايدن قد فشلت في الوقت الحالي ورأت الصحيفة أنه من الصعب تصور أن نتنياهو سيتمكن من القضاء على حزب الله تماما كما عجز عن القضاء على حماس والأصعب من ذلك تصور أن نتنياهو سيكون قلقا بشأن تجاوز بايدن فهو يعرف أنه إذا انتخب الرئيس السابق دونالد ترامب فإنه ستكون لديه حرية أكبر في متابعة الحرب ضد حماس وحزب الله بالطريقة التي يراها مناسبة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح