إبادة غزة في مذكرات درور ميشاني عن الحضيض الاستعماري الإسرائيلي

57 مشاهدة

ضُخّم يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لإخفاء إيلام جرائم احتلال فلسطين، حيث دارت لعبة خطابهم على تهويل دور الضحية، تناسيًا لعقود طويلة من العدوان الغاشم وتجاهلًا لأي حق في مقاومة الإبادة المتواصلة. فقد استند خطابهم هذا على دعوى براءة سكان غلاف غزة، ولا سيما من لم تتلطخ أيديهم بالدماء وعلى طبيعتهم المدنية مع أن عبارة الغلاف التي يتذرعون بها هي نفسها صورة فاضحة لمحاصرة غزة وإذلال أهلها بعد تهجيرهم.

صوت الروائي الإسرائيلي درور ميشاني، الذي أصدر مؤخرًا كتاب Au ras du sol ونُقل مباشرة من العبرية إلى الفرنسية عن دار غاليمار، بترجمة لورانس ساندروفيتش، ثم إلى الألمانية، ثم نُشر بعدها في لغته الأصلية، مختلف عن الأصوات التي هوّلت دور الضحية.

في فجر السابع من أكتوبر كان ميشاني في زيارة إلى فرنسا للمشاركة في لقاء أدبي. فوجئ، كما فوجئ العالم بأسره، بالهجوم الخاطف، فكتب مباشرة مقالًا صحافيًا دعا فيه إلى التفاوض وعدم الانجرار إلى أي حرب، لأنها لن تؤدي إلا إلى الدمار والتقتيل. وهذا عين ما حصل.

يوميات تقع في مفترق الطرق بين التخييل والواقعية والتأمل

وإثر عودته إلى بيته، انبرى يكتب يومياته التي عنونها بما يعني حرفيًا قريبًا من السطح ويمكن ترجمته بعبارة في الحضيض أو أسفل السافلين، كنايةً عن السقوط الأخلاقي الذي تردت إليه إسرائيل في حربها الانتقامية ضد شعب غزة الأعزل ثم عن تدني المعنويات العامة بسببها.

ينتمي هذا النص المؤلَّف من 176 صفحة إلى جنس المذكرات أو اليوميات، التي تقع في مفترق الطرق بين التخييل والواقعية والتأمل، مستقصيًا مشاعر رجل يعيش مع زوجته الكاثوليكية البولونية وابنتهما، منذ أشهر العدوان الأولى حتى إبريل/ نيسان 2024، مصوّراً فيه أحاسيسه المتناقضة وهو يتابع أخبار القصف والموت بحجة تحرير المحتجزين، وهو ما جعله يتردى إلى الحضيض بعدما حرمته القرارات السياسية والعسكرية من حرية الكتابة، فارضةً طوقًا شديدًا على أي صوت يعارض الحرب أو ينتقدها.

وخلال أشهر الانتظار هذه، كان الكاتب يطرح أسئلة فلسفية حول القضايا الوجودية كالشر والموت

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح