حبس أنفاس في فرنسا قبيل انتخابات الأحد اليمين المتطرف أو الشلل
٣١ مشاهدة
اختتمت فرنسا الجمعة حملة انتخابية سادها توتر شديد قبل يومين من انتخابات تشريعية تاريخية تخرج منها البلاد إما تحت سيطرة اليمين المتطرف وإما غارقة في حالة من البلبلة السياسية غير المسبوقة وانتهت الحملة الانتخابية رسميا عند منتصف ليل الجمعة السبت بالتوقيت المحلي وسط حالة انقسام وشرذمة كبيرة في بلد يعتبر واحدة من ركائز الاتحاد الأوروبي بعد سبع سنوات من رئاسة إيمانويل ماكرون وتحدث رئيس الوزراء المنتهية ولايته غابريال أتال الجمعة عن احتمال حصول عرقلة سياسية مؤكدا أن بإمكان حكومته ضمان استمرارية الدولة للوقت اللازم إذا لم تنبثق غالبية واضحة عن صناديق الاقتراع وقد تنتهي الانتخابات وتصدر النتائج من غير أن يعرف من سيحكم فرنسا وذلك قبل شهر من دورة باريس للألعاب الأولمبية التي تجرى بين 26 يوليو تموز و11 أغسطس آب وحذر أتال مساء الجمعة عبر قناة فرنسا 2 العامة من أن الخطر اليوم يتمثل في غالبية يهيمن عليها اليمين المتطرف وهذا سيكون مشروعا كارثيا ومنذ قرار الرئيس المفاجئ حل الجمعية الوطنية بعد فشل معسكره في الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو حزيران أكدت التطورات التي تعيد تشكيل المشهد السياسي الفرنسي صعود حزب التجمع الوطني الذي يأمل الوصول إلى السلطة الأسبوع المقبل غير أن الخوف من قيام حكومة برئاسة اليمين المتطرف ما سيشكل سابقة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية حمل بعد مفاوضات شاقة على تشكيل جبهة جمهورية جديدة مع انسحاب حوالى 200 مرشح من اليمين ويمين الوسط واليسار لقطع الطريق أمام مرشحي التجمع الوطني في الدورة الثانية ونددت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتشكيل حزب واحد يجمع الذين يريدون البقاء في السلطة رغم إرادة الشعب وتبقى هناك عوامل مجهولة في الدورة الثانية وفي طليعتها نسبة المقاطعة وأوضحت مديرة الأبحاث في مركز البحث السياسي في جامعة العلوم السياسية سيانس بو جانين موسوز لافو متحدثة لوكالة فرانس برس أنه مع انسحاب مرشحين خرج من السباق المرشح أو المرشحة الذي كان الناخبون ينوون التصويت له أو لها وتابعت أن البعض سيقول لا في مثل هذه الظروف لم يعد الأمر ممكنا وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب ونشرت نتائجه الخميس أن التجمع الوطني وحلفاءه سيحصلون الأحد على 210 إلى 240 مقعدا بفارق كبير عن الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعدا وسيحل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة في المرتبة الثانية يليه المعسكر الماكروني ثم اليمين الجمهوري إنما من دون غالبية واضحة اليمين المتطرف أو الشلل وأعلن رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا 28 عاما الطامح لتولي رئاسة الحكومة مساء الخميس إما يحصل التجمع الوطني على غالبية مطلقة ويصبح بإمكاني منذ الأحد الشروع في مشروع النهوض الذي أحمله أو تدخل البلاد في حالة شلل ولا تجمع الجبهة الرافضة التجمع الوطني أحزابا وسياسيين من توجهات مختلفة تماما تشمل قسما كبيرا من العالم السياسي إنما كذلك نقابات وحتى رياضيين وشدد قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم كيليان مبابي الخميس على أنه من الملح جدا التصويت في الجولة الثانية بعد النتائج الكارثية للجولة الأولى من دون أن يسمي صراحة التجمع الوطني وأضاف متحدثا من هامبورغ عشية لقاء فرنسا مع البرتغال في الدور ربع النهائي لكأس أوروبا المقامة في ألمانيا أعتقد أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى للخروج والتصويت لا يمكننا أن نترك بلادنا في أيدي هؤلاء الناس لكن هل يستجيب الناخبون لهذه الدعوات ترفض لويز 23 عاما الاختيار بين حزب أوريزون الوسطي والتجمع الوطني في دائرتها في مقاطعة المانش شمال غرب بعدما صوتت لصالح لوت أوفريار الكفاح العمالي اليساري في الدورة الأولى وقالت إنها ندمت كثيرا على تصويتها لماكرون ضد مارين لوبن في الانتخابات الرئاسية عام 2022 مضيفة لست واثقة من أنني أعرف أحدا سيصوت لصالح حزبه حملة انتخابية عنيفة في فرنسا وهذا الانقسام الجوهري قاد إلى حملة انتخابية عنيفة شهدت تعديات جسدية على ناشطين وتهديدات شفهية وتصفية حسابات سياسية وخطابا عنصريا صريحا وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن 51 مرشحا أو مساعدا أو ناشطا تعرضوا لـتعديات جسدية في الأيام الأخيرة وفي آخر حادث من نوعه قدم رئيس بلدية بلدة في شمال فرنسا شكوى بعدما شتمه ناشطون كانوا يعلقون ملصقات على ما أفاد مكتبه وأوضح المكتب أنهم قالوا له إن عليه الاستعداد لأنهم سيعودون لحلق رأسه بصفته متعاونا وبذلك كانوا يشيرون إلى النساء اللواتي حلقت رؤوسهن بعد تحرير فرنسا عام 1945 لمعاقبتهن على إقامة علاقات مع جنود ألمان وعلى الرغم من الاستراتيجية التي يعتمدها منذ زمن طويل لتطبيع صورته عانى التجمع الوطني من مواقف وتصريحات عنصرية ومعادية للسامية صدرت عن عدد من مرشحيه وحاول الحزب التقليل من شأنها متحدثا عن هفوات أو بعض الخارجين عن النهج وعلق غابريال أتال ساخرا حين يتعلق الأمر بمرشح من أصل ثلاثة لا يكون هناك بعض الخارجين عن النهج فحسب بل يكون القطيع برمته مريضا وفي مؤشر إلى التوتر المخيم أعلنت الحكومة تعبئة 30 ألف شرطي ودركي من بينهم خمسة آلاف في باريس وضاحيتها مساء الأحد فرانس برس