أفلام قصيرة في الجونة بحث جاد عن أشكال تعبيرية جديدة
تُحيل ثلاثة أفلام (2025)، فائزة بجوائز مسابقة الفيلم القصير، في الدورة الثامنة (16 ـ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025) لمهرجان الجونة السينمائي، إلى التفكير بالمتغيّر الكبير الحاصل في نتاجها، بحثاً عن أشكال تعبيرية جديدة، موضوعاً واشتغالاً جمالياً وفنياً.
يبدو هذا أوضح عند عرض بعضها في مهرجانات سينمائية، تتيح للمتلقّي فرصة التعرّف إلى نتاجات مهمّة في المشهد السينمائي العالمي، يتجاوز الجغرافيات التقليدية المهيمنة. الشيطان والدراجة (24 د.)، للبنانية شارون حكيم (نجمة الجونة لأفضل فيلم قصير عربي)، يؤشّر عليها. بأقلّ من نصف ساعة، تقارب صانعته حساسيات أخلاقية ودينية، عبر حكاية مُراهِقة من أبوين مختلفي الديانة (الأم مسيحية والأب مسلم)، تكتشف جسدها، وبواطن الملذات الجنسية فيه، فتواجه بسببه رفض العائلة والكنيسة والمجتمع لها. كل المؤسسات الأخلاقية وحماتها يصطفون ضدّها، ويبدّلون موقفهم منها، لأنها مالت إلى مُصلِح الدراجات الهوائية في البلدة الصغيرة، ولأنها اكتشفت لأول مرة في الاحتكاك بسرج دراجتها متعة لم تقاومها، فراحت تفشي سرّها بين صديقاتها وزميلات المدرسة، فصارت الدراجة وسرجها مزاراً للمراهقات، وبالنسبة إلى العائلة والكنيسة شيطاناً لا بُدّ من طرده والتخلص من شروره، ومعاقبة الناشر لإغوائه.
تَحرم الكنيسة المراهقة ياسما (أداء بارع لميليسا سوكار) من حضور قداسها. الأب يعنّفها، والأم تكاد تجنّ من تصرّفها، الذي تعتبره عاراً تخاف أن يُبعدها عن الدائرة المسيحية المتحضّرة، والحريصة على أن تكون وسطها، بعيدة عن محيط الأب المسلم.
كل هذا يأتي في سياق اشتغال جمالي، وكتابة مُكثّفة تعرف كيف تستغل الزمن السينمائي، وتستثمره لمعاينة محرّمات أخلاقية، في فيلم قصير واحد يقول الكثير، ويصلح أن يكون مثالاً على جودة صنعة فيلم عربي، يقارب موضوعات إشكالية بلغة سينمائية هادئة وسلسة، تجعل من التصادم الحاصل في مشهد البلدة اللبنانية المحافظة ممرّاً لتكريس ما ينبغي له أن يكون سوياً وعادياً.
في الفليبيني أغابيتو (15 د.)، لكايلا دانيل روميرو وأرفين بيلارمينو، هناك أيضاً شابة تتوسّط حكاية مكان، تتفاعل فيه حيوات شتى، وتتناقض. المكان: قاعة بولينغ، تديره الشابة ميرا (تمثيل مقنع لنور هوشماند). لا تتغير مواعيد العمل فيه، إلا في
ارسال الخبر الى: