عود يا أغلى الحبايب يا أغنية عمرها ثلاثون سنة ولا تزال تشعل قلبي كلما هب اسمها في الهواء

52 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل
عبد الوهاب قطران

يمنات

عبدالوهاب قطران

على غير موعد، أهدتني الحياة عصر اليوم مفاجأة تشبه تلك اللحظات التي لا يهبها القدر إلا لمن أنهكته الأيام،واثقلت قلبه الاحزان ثم أراد أن يربّت على كتفه… جلسة مقيل دافئة بصحبة الفنان الذي ظل صوته يسكن ثلاثين عامًا من ذاكرتي الندية: عبدالغفور الشميري.

قبل حوالي خمسة أشهر، كنا في مقيلٍ يجمعني بالصديق مصطفى راجح واحمد عبدالرحمن وعلي الضبيبي وعبدالكريم الشرعبي وآخرين، نتقلّب بين الأغاني على يوتيوب كما يتقلب القلب بين مواسم الحنين. وما إن ظهرت أغنيته الخالدة “عود يا أغلى الحبايب” حتى توقفت أرواحنا عن الضجيج، وهبط علينا ذلك السحر القديم… السحر الذي كنا نختبره في تسعينات اليمن حين كان الفن أجمل ما في الحياة.

غنّى معنا مصطفى، ثم التفت متفاجئًا من شدة الطرب الذي اجتاحني. فقلت له وأنا أبتسم بوجع الذكرى:

“هذه الأغنية الحزينة تشدّني من أطراف عمري وتعيدني إلى همدان… إلى شابٍ يافعٍ يفلح الأرض، يغرس السفرجل والتفاح والعنب، ويقود الشاص محملة بصناديق العنب إلى سوق مذبح، والمسجّل يصدح بصوت عبدالغفور… ويقلب الطريق بين همدان وصنعاء إلى مهرجان من الأمل.”

تداخل علي الضبيبي قائلاً إنهم في ريمة كانوا يعشقونها أيضًا، وأكد أحمد عبدالرحمن انها كانت مسموعة بقوة عندهم في شرعب و أن محمد العلائي أخبره بحضورها في حجة… فاتفقنا جميعًا:

انها كانت ترند اليمن كلّه، عندما كانت اليمن كلها قلبًا واحدًا يوم كان الفن سيدًا فوق كل الفواصل.

وقبل ثلاثة أيام، فتحت الأغنية مجددًا في مقيلي أحمد عبدالرحمن، قال لي ضاحكًا:

“لعل عبدالغفور يشرّفنا قريبًا.”

فقلت له:

“لو جاء… سأحضر مقيلك ولو زحفت. اعزمني مش تدعمم”

لم أكن أعرف أن الزمن يخبئ لي مفاجأة لا تحدث إلا مرة في العمر.

اليوم، اتصل بي أحمد وقال:

“استعد… فنانك الكبير سيحضر المقيل.”

واشترط –على غير عادته – أن آتي وحدي، “بدون هجانة!” فضحكت وقلت: حاضر.

تغديت، واقتطبتُ، وحملت غصون القات الهمداني، وخرجت من البيت على قدميّ. وفي الطريق، عاد الزمن الجميل يزاحمني خطوةً بخطوة…

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح