كيف أشعلت عاصمة حضرموت الثورة الجنوبية نحو الاستقلال

26 مشاهدة


بينما أحيا الجنوب العربي هذا الأسبوع الذكرى المجيدة لـ عيد الاستقلال 30 نوفمبر، جرى التأكيد مجددًا بأن مسار التحرر الجنوبي لم يكن حدثًا مفاجئًا، بل تشكّل عبر محطات نضالية متتابعة. كانت أبرز هذه المحطات وأكثرها دلالة هي تلك الشرارة الأولى التي انطلقت من عاصمة حضرموت، المكلا، تحديدًا في عام 1998.

لقد مثَّلت شرارة المكلا 1998 أول تحدٍّ علني وشجاع ضد الاحتلال اليمني بعد أربع سنوات فقط من حرب صيف 1994. كانت تلك اللحظة بداية التمرد الواعي على واقع الهزيمة الذي حاولت قوى الاحتلال فرضه. أسفرت تلك الانتفاضة المبكرة عن سقوط شهيدين من خيرة أبناء المحافظة، ليصبح دمهما رسالة مبكرة وواضحة بأن الجنوب العربي لا يمكن أن يموت، وأن الانتفاضة ضد الظلم والطغيان أمر حتمي مهما طال الاستهداف والقهر.

المكلا: إعلان رفض التذويب واستعادة الكرامة

كانت تلك اللحظة المفصلية في المكلا وحضرموت أكثر من مجرد احتجاج محدود؛ بل كانت إعلانًا واضحًا بأن حضرموت، بكل ما تمثله من ثقل تاريخي وجغرافي، لن تقبل التذويب أو الصمت على واقع الاحتلال. إن خروج أبناء المكلا في ذلك الوقت كان فعلًا نابعًا من الوعي، يعبّر عن بداية تشكل الهوية المقاوِمة، وبداية تبلور وعي جماعي يرفض الاحتلال، ويستعيد كرامة الإنسان الجنوبي وحقه في الأرض والقرار.

في ظل واقع الفقر والتهميش الذي فُرض على الجنوب بعد حرب 1994، جاءت هذه الشرارة لتؤكد أن كرامة الإنسان الجنوبي لا يمكن أن تُختزل في سلطة القهر أو الإخضاع. هذا الوعي الحضرمي كان طليعة التحدي، ومؤشرًا على أن المقاومة ستنطلق من قلب المناطق التي كان يُعتقد أنها خضعت للأمر الواقع.

من شرارة المكلا إلى مشروع التحرر المكتمل الأركان

تأتي ذكرى 30 نوفمبر هذا العام لتؤكد أن شرارة المكلا لم تكن حدثًا عابرًا في سجل النضال الجنوبي، بل كانت بذرة الثورة الجنوبية الحقيقية. هذه البذرة تحولت لاحقًا إلى انتفاضات واسعة (كالحراك الجنوبي السلمي) ثم إلى مشروع تحرري مكتمل الأركان بدأت تتضح معالمه اليوم في الجنوب.

ساعدت تلك الشرارة على إعادة ثقة المواطن

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عرب تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح