أسئلة ومفارقات مهرجان مسرح الهواة في القاهرة

62 مشاهدة

كان نجيب سرور يؤمن أن المسرح هو ديوان الشعب، وأنه يفقد قيمته إن لم يعكس هموم الناس وأحلامهم. ولعل اختيار اسمه عنواناً للدورة الحادية والعشرين من مهرجان مسرح الهواة، الذي افتتح الأحد الماضي ويتواصل حتى مساء غدٍ الجمعة، يجعل من رؤيته هذه مدخلاً لقراءة هذه التظاهرة.

ويُطرح منذ البداية سؤال جوهري حول قدرة المهرجان على أن يكون بالفعل مسرحاً للناس، لا مجرد مناسبة احتفالية محدودة الأثر. انطلقت العروض على خشبة مسرح السامر بالقاهرة بمشاركة تسعة فرق من محافظات مختلفة، وقدمت أعمالاً تراوحت بين الدراما الواقعية والتجريب الرمزي. لم يكن اختيار المكان صدفة، فالمسرح تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، ويُعد من القاعات القليلة المهيأة لاستقبال تجارب الهواة والفرق الحرة بإمكانات محدودة. كما أن اسمه يحمل بعداً رمزياً مستمداً من تقاليد السامر الشعبي، حيث كان الناس يجتمعون في الساحات والقرى للاحتفال والرواية. بهذا المعنى، جاء المكان متسقاً مع طبيعة المهرجان الذي يسعى، بحسب منظميه، إلى تمثيل الهامش وإعادة وصل المسرح بجمهوره الأوسع. عرض عصا موسى لفرقة البسمة لخدمات المعاقين افتتح الدورة، تلاه عرض آخر مشهد في الحدوتة، ثم زائر الثانية عشرة، والخوف، وبناقص نص، ثم الجُحر.

هذه التعددية تبرز بوضوح أن المهرجان يعمل بوابة وحيدة تقريباً لعبور الجمعيات الثقافية من الأقاليم إلى القاهرة، غير أن هذه الفكرة تظل موضع نقاش، فمع أن الفرق المشاركة تنال فرصة للعرض على خشبة مجهزة أمام نقاد وصحافيين، إلا أن هذه التجربة غالباً ما تبقى معزولة داخل نطاق أيام المهرجان، من دون أن تفتح لها أبواباً أخرى في المشهد المسرحي الأوسع. كما أن العروض التي يتم تقديمها خلال المهرجان تبقى أسيرة محدودية الإمكانات، فالدعم المالي شبه غائب، كما أشار عدد من المشاركين خلال الندوات التي أعقبت الافتتاح. كما أن الفرق تتحمل تكاليف الديكور والملابس على نفقتها، فيما يقتصر دور الجهة المنظمة على توفير خشبة العرض وإدارة الندوات النقدية. هذه الندوات تحولت إلى عنصر أساسي في التجربة، إذ تمنح المشاركين فرصة لسماع ملاحظات النقاد، لكنها لا تعوّض غياب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح