أرحب حين تتحول النكبة إلى وعي وطني
29 مشاهدة

صدى الساحل - احمد حوذان
لم أتصور أن تلك الجرائم حدثت في أرحب، رغم أني من الصحفيين المتابعين لكثير من الانتهاكات التي قامت بها جماعة الحوثي الإرهابية. لا أدري، هل هو نسيان بسبب موجات الأحداث المتعاقبة التي جعلتني أتناسى هذا الكم الكبير من الجرائم، أم أن فظاعة المشهد تفوق الذاكرة.شاهدتُ اليوم في ريبورتاج قصير عُرض في فعالية لنكبة مديرية أرحب، الكم الهائل من الجرائم التي تعرضت لها تلك القبيلة: قتل الطفولة وكبار السن دون رحمة، والنساء، وتدمير كلي لبيوت الله، وتجريف كامل للسكان، وترهيب بشكل فظيع رأيته في زاوية قصيرة موثقة فيديو، بأصوات مرعبة تجعلك تذرف الدموع دون شعور.
تراجعت قليلًا إلى تاريخ الجماعة، ثم دخلت في تفكير عميق، وأنا أستحضر أن هذه الجماعة يبدو أنها درست القبائل بكاملها، وماذا تفعل في كل منطقة حتى تُرهب أبناءها وتُخضعهم. كانت أرحب بعد مناطق عمران، التي يظن الكثير أن محافظة عمران، وقبلها محافظة حجة التي ظلت سنوات تقاتل، دفعت عمران بكل ثقلها لعلها تتنفس وتنهي الخطر الإرهابي القادم الذي سيجتاح اليمن بكاملها. لكنها تُركت وحيدة، وكان للأسف الإعلام يساند الإرهاب الحوثي، بعضهم كان لا يُدرك خطر هذه الجماعة بسبب الكثير من التفاصيل والأحداث التي مرت باليمن، وبسبب الحزبية التي أطاحت بالبيت اليمني.
شيء عجيب ومذهل، بل تزداد قتامة الصورة، أن تجد اليوم من يُسوق لهذه الجماعة أنها يمكن أن ترزح للسلام، تاركًا ماضيًا أسود من القهر والألم وجراحًا غائرة لا تندمل، بل لا تزال المليشيات ترتكبها، في الوقت الذي نُسوق نحن للسلام متناسين تاريخ الجماعة القريب.
اليوم، وأنا أشاهد في قبيلة واحدة هذا الكم الهائل من الإجرام، إلا أني نسيت وتناسيت، وأنا كصحفي عايش الأحداث وكاتب في تاريخ هذه الجماعة الإرهابية.
هل أني تناسيت بسبب الأحداث المتوالية، أم أننا نحتاج كمًا كبيرًا متدفقًا لهذه الأحداث كي نُعرّف بها أبناءنا؟
أن تُدرّس هذه الأحداث في الجامعات والمدارس، وتُسخّر مطابع، وتُقام ندوات بشكل مستمر، وتُقام مجالس ومقاهٍ لهذه الأحداث، وأيضًا على كل محافظة
ارسال الخبر الى: