أحسنت دولة قطر صنعا
أول مرة دخلتُ فيها دولة قطر وعاصمتها الدوحة على وجه التحديد كانت في عام 1971، أي قبل 54 عاماً. وكان الهدف من زيارتي قضاء عطلة العيد مع والدي ووالدتي رحمهما الله. وزرت والدي أحمد العناني في مكتبه بالديوان الأميري قرب شاطئ الخليج، وتعرفت على عدد من العاملين هناك، مثل الشاب الذكي عيسى غانم الكواري الذي كان مديراً لمكتب نائب الحاكم آنذاك الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وإلى المرحوم عبد القادر القاضي الذي أسس لاحقاً بنكاً في الأردن بعدما تقاعد من الخدمة في دولة قطر، وغيرهما كثيرون. ولم يكن الكثير آنذاك في الدوحة. فقد كانت مدينة أقرب إلى القرية الكبيرة. وأهم عمارة تجارية فيها حملت اسم الكليوباترا، وأهم دوارين هما دوار الجيدة ودوار المانع، وأكثر سيارة تجوب في الشوارع كانت سيارة بيجو الفرنسية (404) وسيارة تويوتا اليابانية. وفيها شوارع محدودة.
أما والدي فقد أعطي سكناً في فيلا بشارع بن حمودة حيث جاوره الأديب والقصاص السوداني الطيب صالح وتعرفت هناك في تلك الرحلة إلى المرحوم محمود الشريف الذي كان رئيساً لتحرير صحيفة الدستور في الأردن، وأضحى لاحقاً وزيراً للإعلام، ولكنه كان آنذاك يعمل مستشاراً إعلامياً غير متفرغ لنائب أمير دولة قطر، وكان هناك عدد وافر من الأردنيين والفلسطينيين والمصريين واللبنانيين والسوريين العاملين في الدولة والتي وجد النفط فيها بكميات تجارية في عام 1964 والغاز السائل في عام 1969. وحوت الدوحة سوقاً للسمك بأسعاره الجذابة ونوعيته المتميزة. وقد تميزت دولة قطر آنذاك بأنها دولة محافظة يفضل العمل فيها أصحاب الأسر. وقد كان فيها بالطبع عدد ليس بقليل ممن هاجروا إليها من إيران ومن شبه القارة الهندية وقد نعمت بالأمن والأمان.
وقد عُرض عليّ العمل هناك، ولكنني لم أستطع بسبب التزامي بالعمل في البنك المركزي الأردني مقابل بعثة الماجستير التي أنهيتها عام 1971. وعدت إلى عمّان، وبعد شهرين، أي في شهر فبراير/ شباط 1972 حدث انقلاب سلمي أبيض في الدولة تنحى بموجبه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني عن الحكم وتولّى نائبه
ارسال الخبر الى: