آيزنهاور بداية ونهاية
في الحقيقة يملك العالم العربي تاريخًا كبيرًا وعميقًا وممتدًّا، لكن هذا التاريخ بالنسبة لشعوب ودول المنطقة أشبه بمكتبة مذهبة تزخر بالنفائس، لكن عليها لافتة “ممنوع اللمس”، لكن في لحظة ما من صراع “طوفان الأقصى” فإن أطرافًا عربية قد أطلقت شرارة الفكرة العبقرية التي تبعث إلى النفس بزخم من الطاقة الخالصة لكسر هذا الواقع ومحو أزمان كاملة من الذلة والتبعية والهوان، عرفنا بالممارسة الجهادية المستمرة من جبهات الشرف العربي في جنوب لبنان واليمن، أن أهم شرط للوجود هو الوعي، وأن روح هذا الوجود هي الإرادة، وهكذا انطلق محور المقاومة من أطراف كان يُراد تهميشها من مستقبل المنطقة، ودفنها لو استطاعوا، إلى الطرف الأصيل والأول في معادلة القوّة والتأثير، وعبر حدث تاريخي في البحر الأحمر، وباستهداف مدد الإسناد الأمريكي للكيان ومفخرة ترسانته الحربية، حاملة الطائرات دوايت آيزنهاور، بكلّ ما في الاسم والمضمون من دلالات اكتساح وتوغل أمريكي، كان ثابتًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
إذا أراد طرف ما على وجه الكوكب أن يعرف مفردة “الهيبة الأمريكية” بالمعنى والممارسة والمدلول، فإنه لن يبتعد عن “حاملة الطائرات”، نعم إنها التجسيد الكامل لقوة البطش الأمريكية بالنسبة للعالم ولـ”الحلم الأمريكي”، بالنسبة لهم، ليست حاملة الطائرات مجرد سفينة حربية ضخمة، وإن كانت تستخدم بهكذا شكل، لكنّها أبعد من ذلك، هي رمز للتفوق الأمريكي والتواجد الأمريكي والعقيدة الأمريكية، وفضلًا عن ذلك فهي هدف لا يوضع في حسابات استهداف، رغم أن أقوى دولتين في عالم اليوم روسيا والصين قد أعلنتا مرارًا عن امتلاكهما أسلحة وصواريخ فرط صوتية فائقة التقدم متخصصة في إغراق حاملات الطائرات، فإن طرفًا لم يجرؤ على توجيه رصاصة لحاملة طائرات أمريكية.
كل رمزية توثين الأمريكي يمكن رؤيتها في الهالة المقدسة/المحرمة حول حاملة الطائرات، فقد تحولت لأسطورة أكثر منها سلاح حرب، من سيجرؤ على رفع التحدّي إلى المدى الأقصى بإغراق قلعة فولاذية تحمل آلاف الجنود، أي أنه سيغرق في لحظة واحدة عددًا يساوى كلّ قتلى أمريكا في حرب العراق 2003م، من سيخاطر بشق أفق غير متخيل للمواجهة،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على