يمني برس – بقلم – إبراهيم محمد الهمداني
سقطت الهدنة في غزة، وماتت قبل أن ترى النور، لأن اعتداءات المجرم الصهيوني، لم تتوقف ساعة واحدة، منذ إعلان اتفاق الهدنة، ولم يف بأيٍّ من التزاماته، بالإضافة إلى رفضه الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وتعمده المراوغة والتهرب، والعودة بالمفاوضات ومكتسباتها إلى المربع صفر، في ظل ممارساته لأبشع الجرائم، وعمليات الإبادة الجماعية الشاملة، وتطبيق خطة الجنرالات والتهجير القسري، ومحو كل أسباب الحياة في كامل القطاع، في الوقت الذي التزمت فصائل الجهاد والمقاومة في غزة، بكل ما عليها من واجبات والتزامات، ومضت في تنفيذ خطوات الهدنة، بكل عزة وكرامة وشموخ وعنفوان، وكانت مشاهد تبادل الأسرى، أقل مظاهر الانتصار الغزاوي العظيم، الأمر الذي أثار جنون المحتل الإسرائيلي، ليصعِّد في عدوانه الإجرامي، ويعلن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، التي هي قليلة في الأصل، خلافا لما تم الاتفاق عليه.
ربما رأى مجرم الحرب “نتنياهو” في الهدنة، فسحة زمانية ومكانية، يستطيع من خلالها، تنفيذ عمليات الإبادة والإجرام والتدمير الشامل، في ظل تقييد مجاهدي حماس بالهدنة، وعزل محور إسناد غزة عنها، واللعب بورقة الوساطة كالعصا والجزرة، وهنا تظهر حكمة الموقف اليمني، المراقب لالتزام العدو بتنفيذ الهدنة، ليأتي بيان سيد القول والفعل، مجسدا الحكمة وفصل الخطاب، حيث أعلن عن مهلة 4 أيام للوسطاء، للضغط على العدو الإسرائيلي، للعودة إلى تنفيذ بنود الهدنة.
ولكن:- لماذا المهلة للوسطاء، ماذا بأيديهم لكي يضغطوا على الكيان المحتل؟، وهل هم في موقع يؤهلهم لذلك، وماذا إن فشلوا في ذلك؟، وهل يؤمل منهم دور وساطة مستقبلي بعد فشلهم السالف؟؛ وقبل الإجابة على تلك التساؤلات وغيرها، لا بد من الإجابة على سؤال أكثر أهمية، وهو من هم الوسطاء؟!؛ ليس جهلاً بأسمائهم، وإنما محاولة لمعرفتهم، من خلال حضورهم السياسي وثقلهم الإقليمي، وجديتهم في أداء دور الوساطة، ومدى التزامهم بما يقتضيه دور الوسيط، من تحري الحياد التام، وطبيعة علاقتهم القبلية “قبل الوساطة” بالطرفين، وما طبيعة علاقتهم التاريخية بالطرفين، وما هي الضمانات الممنوحة لهم، والأخرى المطلوبة منهم، بما