١٤ أكتوبر وهاج الجنوب العربي

23 مشاهدة

✍️ بقلم: ابتها‍ل جعبل

يأتي الرابع عشر من أكتوبر كوهجٍ خالدٍ في ذاكرة الجنوب العربي، يومٌ لا يشبه سواه، لأنّه لم يكن مجرّد تاريخٍ عابر في سجل الأحداث، بل كان شرارة التحول الجذري في الكيان السياسي للجنوب العربي، الذي كان يتوزّع آنذاك بين سلطناتٍ وإماراتٍ متفرقة. كان هذا اليوم بدايةً لولادة وطنٍ جديدٍ خرج من رحم المعاناة، وصرخةً أطلقتها ردفان الشماء لتوقظ الجنوب من سباته الطويل، وتعلن أن عهد الوصاية والاستعمار قد ولّى إلى غير رجعة.

اقرأ المزيد...

لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد أكثر من انتفاضة، كانت وعيًا جمعيًا، وقرارًا مصيريًا اتخذته إرادة الأحرار. انطلقت من قمم ردفان الأبية لتتحوّل إلى شعلةٍ تضيء كل مناطق الجنوب، وتوحد صفوف أبنائه بمختلف مكوناتهم، تحت راية واحدة وهدفٍ واحد: الحرية والاستقلال.
ترددت أصداء الثورة في المدن والقرى، في الموانئ والمعسكرات، وفي قلوب العمال الذين انتفضوا ضد المستعمر البريطاني في عدن، وفي صدور المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم دفاعًا عن الكرامة والسيادة.

كانت تلك الثورة نقطة التحول الكبرى في تاريخ الجنوب العربي، إذ أطلقت مرحلة الكفاح المسلح التي استمرت أربعة أعوام، سُطرت خلالها صفحات من البطولة والشرف، حتى تحقق النصر العظيم في الثلاثين من نوفمبر 1967م، برحيل آخر جندي بريطاني عن أرض الجنوب.
وهكذا، أثبت أبناء الجنوب أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن صوت الحرية أقوى من رصاص المحتل.

إن ثورة 14 أكتوبر لم تكن حدثًا محليًا فحسب، بل شكلت ملحمة عربية مجيدة، إذ كسرت هيبة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وزلزلت عروشها، وأعلنت ميلاد هويةٍ جنوبيةٍ حرةٍ مستقلةٍ تنتمي إلى الأرض والكرامة والعروبة.
لقد نجحت الثورة في إسقاط النظام الاستعماري، وفي توحيد الجنوب تحت راية الدولة الحديثة، لتصبح نموذجًا مضيئًا بين الثورات العربية التي غيّرت وجه التاريخ.

وسيبقى يوم الرابع عشر من أكتوبر وهاجًا لا يخبو في ذاكرة الأجيال، يُذكّرنا بأن الجنوب العربي وُلد من رحم الثورة، وأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع انتزاعًا، كما انتزعها أبطال ردفان

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح