يونامي تدعم جهود إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري
٣٨ مشاهدة
أفاد رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي محمد الحسان بأنهم وضعوا ملف إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري من ضمن أولويات برنامجها أتى ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده الحسان مع وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان فائق جابرو بمدينة الموصل مساء أمس الأحد عقب زيارة لمخيم للنازحين جنوبي الموصل شمال وقال الرئيس الجديد لبعثة يونامي إن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم جهود الحكومة العراقية في ملف إعادة العراقيين من مخيم الهول بأسرع وقت ممكن مشددا على أن البعثة تؤكد أهمية استمرار العودة من المخيم من مختلف الفئات كذلك دعا الحسان كل الدول إلى سحب رعاياها الموجودين في مخيم الهول السوري الواقع في محافظة الحسكة شمالي البلاد فيما حث المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذا الملف تمهيدا لإغلاق مخيم الهول الذي عانى فيه العراقيون طيلة سنوات وأشاد المبعوث الأممي بالجهود التي يبذلها العراق في إطار ملف إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري قائلا إن النهج الاستباقي الذي اتبعه العراق بشأن مخيم الهول يعد مثالا إيجابيا ينبغي التوقف عنده والاقتداء به مبينا أن مركز التأهيل في منطقة الجدعة الواقعة إلى الجنوب من مدينة الموصل يمثل بوابة لعبور العراقيين العائدين من مخيم الهول إلى مناطقهم ومدنهم الأصلية فيما أشار إلى أن أكثر من 10 آلاف عراقي نازح عاد من المخيم منذ مايو أيار 2021 من جهتها أفادت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية في المؤتمر الصحافي نفسه بأن الأمم المتحدة شريك حقيقي للحكومة العراقية وتحديدا لوزارة الهجرة والمهجرين في إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري وإيجاد الحلول المستدامة لهذا الملف من بينها تأهيل العائدين والإشراف على دمجهم في المجتمع من جديد وأشارت فائق جابرو إلى أن الحكومة العراقية وضعت من ضمن أولوياتها في ملف الهجرة إعادة جميع النازحين في العراق وإغلاق المخيمات تدريجيا من جهة ومن الجهة الأخرى إعادة العراقيين من مخيم الهول السوري وأوضحت أن وزارتها تتطلع إلى مزيد من التعاون مع الأمم المتحدة في وضع الخطط والبرامج المستقبلية لتحقيق النتائج الإيجابية المتعلقة بإعادة دمج العراقيين في المجتمع وإعادتهم إلى مناطقهم ولفتت فائق جابرو إلى أن وزارة الهجرة والمهجرين اتخذت قرارا أخيرا يقضي بتغيير اسم مخيم الجدعة لاستقبال العراقيين العائدين من مخيم الهول إلى مركز الأمل لتأهيل العائدين وتعمل الحكومة العراقية على إعادة مئات العائلات العراقية الموجودة في مخيم الهول تدريجيا فتنقل دفعات منها في محطات زمنية متقاربة إلى مخيم الجدعة الواقع في محافظة نينوى المجاورة لمحافظة الحسكة السورية ليتابع أفراد تلك العائلات هناك دورات تأهيل نفسي وكذلك اجتماعي وتعليمي قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في مدنهم الأصلية التي تركوها قبل احتلال تنظيم داعش في عام 2014 وكانت منظمة العفو الدولية قد بينت في تقرير نشرته الشهر الماضي أن العراقيين الموجودين في مخيم الجدعة يلقون معاملة سيئة وتعذيبا بالإضافة إلى الإخفاء القسري بعد احتجازهم فيه وشرحت المنظمة الحقوقية أن المحتجزين يتعرضون للضرب والصعق الكهربائي والاحتجاز في وضعيات مؤلمة وقد دعت السلطات العراقية إلى التحرك قبل أن يتعرض آلاف آخرون لانتهاكات مماثلة بقاء مخيم الهول خطر على العراق يقول المحلل السياسي العراقي غانم العابد لـالعربي الجديد إن بقاء مخيم الهول مستقبلا وعدم إعادة العراقيين الموجودين فيه يمثلان تهديدا للعراق ويلفت إلى أن الخطوات الرسمية بشأن إعادة العراقيين من مخيم الهول تبقى أفضل من عدم الإتيان بأي خطوة على الرغم من الملاحظات وعلى الرغم من بطء هذه العملية ويوضح العابد أن المشكلة الكبرى التي تواجه الحكومة العراقية هي رفض الدول استقبال رعاياها من مخيم الهول الأمر الذي يمثل عبئا على العراق لأن المخيم يقع على مقربة من الحدود العراقية ولا سيما في ظل الصراع الحالي الذي تشهده المنطقة ويضيف أن تأخر عودة العراقيين أو منعهم من العودة يمثلان خطرا إذ إن 20 ألف عراقي تقريبا ما زالوا في مخيم الهول السوري وهؤلاء يعيشون القهر والتطرف الاجتماعي بسبب الظروف والأوضاع المأساوية في المخيم ويحذر العابد من أن بقاءهم هناك يعني تهيئة جيل جديد في ظل التطرف والحرمان والقهر المجتمعي الأمر الذي يجعلهم مستقبلا عناصر تهديد للاستقرار والأمن في العراق مشددا على أهمية أن تسارع الحكومة العراقية إلى إعادة جميع العراقيين من مخيم الهول السوري وأن تضغط على الدول من أجل سحب رعاياها هناك وإغلاق المخيم نهائيا متطلبات كثيرة لإعادة النازحين وإعادة النازحين العراقيين إلى مناطقهم أمر يتطلب تأمين متطلبات كثيرة في مقدمتها سحب الفصائل من المدن وتوفير الخدمات وتعويض المتضررين وإعادة إعمار مساكنهم في حين أن السلطات العراقية لم تؤمن ذلك بحسب ما يقول الإعلامي العراقي عمر الجنابي لـالعربي الجديد ويضيف الجنابي أن البعثة الأممية يونامي سقطت في الخطأ نفسه الذي سقطت فيه وزارة الهجرة والمهجرين بشأن إغلاق مخيمات النزوح وعملية إغلاق المخيمات وإعادة النازحين إلى مناطقهم موضوع إعلامي لا أكثر مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة على نقل النازحين من المخيمات إلى العشوائيات مثلما حصل في مخيم بزيبز بالفلوجة وسط العراق ويتابع الجنابي أن ثمة قضايا كثيرة لم تعالجها الحكومة العراقية وسكتت عنها الأمم المتحدة مبينا أن عودة النازحين الكريمة إلى مناطقهم تتطلب إخراج الفصائل المسلحة من تلك المناطق وإعادة الخدمات إليها وتشغيل المدارس والمستشفيات والبنى التحتية إلى جانب إعادة إعمار المنازل المدمرة وتطهير المناطق من المخلفات الحربية ويرى الجنابي أن إغلاق مخيمات النزوح بالطريقة الحالية يعد عملية تشريد جديدة للنازحين لافتا إلى أن الأمم المتحدة تجاهلت الخروقات والانتهاكات المسجلة في مخيمات النازحين مثلما حصل أخيرا في مخيم الجدعة بحسب ما أفادت منظمات دولية حقوقية