من يومياتي في أمريكا الأرض بفضائي تضيق

يمنات
أحمد سيف حاشد
تحت ضلوعي أداري حربا محتدمة.. نار تتأجج.. كير وحداده.. دوامات غموض وعصف مخاوف.. أسئلة تركض فاغرة الفاه.. ترفسني أحيانا برجل حمار وحشي وأحيانا برجل زرافه.. أسئلتي تزداد.. تشتد وتكبر.. تجوس في ردهات الوعي.. رأسي صار بحجم عمارة.. من يحمله عني؟! رأسي مكتظ ويضج بألف سؤال.
مسجدنا أضيق من ضيق.. أضيق من رأس الدبوس.. فضائي ضاقت منه الدنيا.. كل الأديان بفضائي تضيق.. فضائي أكبر من هذا الكون، وأنا أبحث عن ملجأ.. هذا الكون برحابته لا يتسع لمرقد.
مرقد إنسان يكفي لتعرية العالم.. تعرية لزيف بات زحام.. هذا العالم لا يتسع لراحة قدم متعب.. هذا العالم زنزانة لا نافذة فيها ولا شرفة.. لا خرم أتنفس منه.. أنفاسي تموت خنقا وأنا أموت كمدا.
الأرض بما رحبت لا تتسع لبعضي.. وطني مغتصب وأنا لا أملك قيمة قبر.. في وطني أنهار من نفط.. غاز ومعادن.. تاريخ وكنوز ونفائس، فيما الشعب المنكوب يتضور جوعا ويحلم بشربة ماء.. الأرض بفضائي تضيق.. أوسعها أضيق من سم خياط، وأكبرها أصغر من رأس المخرز.
ارسال الخبر الى: