من يومياتي في أمريكا أطرش في زفة

38 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

أحمد سيف حاشد

وصل عمر السعدي إلى المكان المتفق أن نلتقي فيه.. ركن سيارته البيضاء “اللكزز” في مكان قريب.. أخرج من سيارته المهابة حقيبة ذات عجلات أنيقه، وأقبل نحوي وهو يجرها من ممسكها، فيما حقيبتي الشراعية السوداء كانت مبلولة ومشدودة على ظهري بحزامين على الكتفين كطفل شقي في مدرسة ابتدائية.

بادرني بابتسامة عريضة وروح ودوده وهو يناديني يالغالي.. تصافحنا بحرارة.. أتجهنا نحو المحطة، ثم البوابة الخاصة بالقطار ثم الانتظار في موقف القطار.. خلال هذه التنقلات كان يسأل وينهمك بالبحث والسؤال وينتقل من هذا إلى ذاك، فيما توليت مساعدته في جر الحقيبة التابعه له بعد تردد منه وممانعة.

بدأت أشعر نحوه ببعض ألفه في علاقة مازالت قيد الإختبار.. أنا أستحسن العلاقات حالما تكون بعيدة عن التعقيد والتكلف والرسميات.. حالما جريت حقيبته بدلا عنه أحسست بمساحة أكبر من الحرية بعيدا عن “الأتكت” الذي يضع لحريتي قيودا ومعاييرا تمنع الحميمية وتحول دون اكتشاف الآخر.

صعدنا إلى القطار وأخذنا في البحث عن مقاعدنا المحجوزه “درجة أولى”.. هنا المقاعد وثيرة والطاولات أنيقة.. كل شيء هنا بدا لي متناسقا ومريحا.. آثرني على نفسه وأجلسني جوار زجاج النافذة، ثم أنتقل بعد دقائق إلى كرسي وطاولة أخرى لاسيما أن المكان فيه فراغ واتساع.. كانت المقاعد الشاغرة أكثر من المقاعد المشغولة بالحضور.

في القطار خضت صراعا مع النوم الذي كان يجتاحني أحيانا بنعومة، وأخرى كموجة عالية أو سيل عرمرم.. حرصت قدر ما أستطيع أن لا تفوتني المناظر الرائعة والطبيعة الخلابه التي يشق القطار طريقه فيها.

كان إذا دخل القطار نفقا تسبل جفوني نعاسا وأستسلم لنوم لذيذ، ولكن ما ألبث أن أفوق بعد صعوده إلى السطح دون أن يمنع ذلك من وجود كر وفر في مغالبة النوم حتى أعود إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة وتفاصيل الحياه التي أمرق بمحاذاتها.

وصلنا إلى بوابة المحطة في واشنطن.. أثار إستغرابي أن نجد أنفسنا في طابور.. الأول ثم الذي يليه في انتظار سيارة أجرة.. أنتقلنا إلى الفندق لوضع أمتعننا، ثم مباشرة إلى قاعة المؤتمر..

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح