تلخص الكاتبة والصحافية اللبنانية منى سكرية مشاهد المقاومة الغزية للإبادة الصهيونية المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر بتسعين لوحة مائية تضمنها معرضها الذي افتتح الخميس الماضي في ملتقى السفير بـ بيروت بعنوان من يوميات غزة ويتواصل حتى بعد غد الثلاثاء تضمن حفل افتتاح المعرض كلمة للكاتبة تغريد عبد العال اعتبرت فيها أن يوميات غزة قلبت مفاهيم الزمن وصار لفلسطين تقويم خاص في قلب الشعوب وكلمة أخرى للطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة الذي أشار إلى أن الصراع مع الصهيونية بلغ مرحلته الأخيرة وأساطير الصهاينة وادعاءاتها فشلت في طرد الشعب الفلسطيني من غزة وبالتالي لم تنجح في تهجيره لأن شعبنا متشبث بأرضه ولن يتركها مهما طالت حرب الإبادة تطغى العفوية والخطوط المتشابكة والكثيفة على يوميات سكرية التشكيلية وتحيل إلى مقاربة مع صورة اليوميات العادية التي تكتب بخط سريع تتداخل فيه الحروف وحدها مركزية السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023 تسهم في تفكيك هذا التشابك في خطوط اللوحات حيث يمنح هذا الحدث الصورة والمشهد وضوحهما الجلي وفي تقديمها للمعرض تكتب سكرية في صبيحة السابع من أكتوبر استفاق الفجر وأضاءت غزة بطوفان من نور سماء الكرة الأرضية أوقدت المشاعل نثرت عل كامل تراب فلسطين أقصى الوعد بالتحرير كانوا ثلة من أصغر مساحة جغرافية وأكثرها اشتعالا بالتوق إلى الحرية قدموا قرابينهم على مذابح فلسطين وبالتضحيات التزموها وبدماء غزيرة كما الطوفان رفعوا آيات الشهداء لتروي غرس التحرير تتنوع المشاهد في المعرض الذي تنظمه أكاديمية دار الثقافة ويذهب ريعه إلى صندوق غسان أبو ستة للأطفال ولئن كانت بعض لوحاته تلتفت إلى لحظات الاشتباك مع العدو الإسرائيلي والمقاومين الذين يحملون بنادقهم لمواجهته بين أحياء وشوارع غزة فإن بعضا آخر يركز على عذابات أمهات الشهداء ووحشية آلة القتل الصهيونية التي دمرت معالم الحياة في القطاع الفلسطيني بحرب إبادة شاملة هذا التنوع وإن ظل يراوح في حدود اللون الأسود والخلفيات البيضاء لكنه يتوزع في خاماته بين الورق وأكياس الخيش كما يستعير في تفاصيله الدقيقة ألوانا أخرى من علم فلسطين خصوصا تلك التي تؤكد صمود الشعب الفلسطيني وانبعاث الأمل في مواجهة الاحتلال