من ينتظر سقوط إيران فليتهيأ للزمن الإسرائيلي

82 مشاهدة

استطاع نتنياهو، بذكاء وقسوة، أن يحوّل مسار الصراع، ويعيد رسم خريطة الشرق الأوسط: لا عبر طاولة مفاوضات، بل من خلال استثمار لحظة الضعف العربي.

شيطنت واشنطن و “تل أبيب”، ليس فقط المشروع النووي الإيراني، إقليميًا، بل أيضًا تحاول إقناع العواصم العربية وخاصة الخليجية بأن “زمن ما بعد طهران” سيكون زمن أمن وازدهار، لا زمن الهيمنة والابتلاع.

فهل تدرك العواصم العربية، إن تحقق الحلم الإسرائيلي في هزيمة إيران، أنه تنطبق عليها مقولة “ويلٌ لأمةٍ تقتل فرسانها كي تُرضي جلاديها”، وأنها تسير نحو فراغ استراتيجي تعبّئه “تل أبيب” من دون مقاومة في حال هزيمة إيران أو تراجعها؟ وهل يعقل أن تتحول العداوة مع إيران إلى غطاء للسكوت عن مخاطر الاختراق الأمني الإسرائيلي المتزايد؟ أم أن انتظار “مشروع عربي جامع” بقيادة السعودية قد طال حتى أصبح التردد هو المشروع ذاته؟

حين تُهزم إيران أو تُستنزف حتى العجز، فإن ما يُفتح أمام المنطقة ليس بوابة الاستقرار، بل بوابة الدخول إلى “الزمن الإسرائيلي” بكل ما يعنيه من تحوّل جذري في قواعد القوة وموازين العلاقات.

هذا الزمن يا عرب لا يعرف منطق التسويات، بل منطق الحسم بالقوة العسكرية؛ فحلّ القضايا الخلافية — سواء مع دول أو شعوب — لن يكون عبر طاولات الحوار، بل عبر فوهات المدافع والطائرات المقاتلة والمسيّرة. “إسرائيل” التي اختبرت بنجاح أسلوب “الإبادة الجماعية” و”التدمير الشامل” في غزة، تسعى لتعميمه كنموذج إقليمي.

في هذا الزمن، تُكرَّس السيادة الإسرائيلية كمرجعية عسكرية–نووية وحيدة في الشرق الأوسط، بلا توازن ردع إقليمي. إيران كانت، رغم اعتبارها لدى البعض العربي خصماً وتهديداً، كانت تمثل عامل توازن استراتيجياً في المنطقة، ومع غيابها، تنفرد “إسرائيل” بامتلاك القوة العسكرية والقنابل النووية، المعترف بها ضمنيًّا، وتتيح لها فرض شروطها على كل من يفكّر بتحديها، ولو سياسيًا.

ثمّة طموح يتجاوز الأمن إلى الاقتصاد؛ فـ “إسرائيل” لا تريد فقط تفوقًا عسكريًا، بل تسعى إلى جني ثمار هذه القوة عبر الهيمنة على المشاريع الاقتصادية الكبرى. مشاريع الطاقة؟ تمر عبر موافقتها. ممرات البحر؟ ترعاها استخباراتها. الاستثمارات

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح