متى يعلنون وفاة العرب

31 مشاهدة

متى يعلنون وفاة العرب؟

لطالما ظلّ هذا التساؤل يتردّد في الأذهان، بشكل يعكس مرارة الواقع ويُعيد صدى كلمات الشاعر الكبير نزار قباني. ولو كان نزار حيًّا بيننا اليوم، لأعلنها صراحةً، بلا تراجع ولا تردّد: موت العرب. كيف لا، وأطفال غزة يُقتلون على مرأى ومسمع العالم، فيما تشارك دول عربية في حصار أكثر من مليوني فلسطيني في رقعة صغيرة وُصفت بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم؟

حتى تلك الأنظمة العربية التي حاولت أن تضفي شرعية على حكمها من خلال رفع العلم الفلسطيني في حملاتها الانتخابية والمُتاجرة بشعارات القضيّة، تبيّن لاحقاً أنّها بالذات هي التي تعتقل مواطنيها الذين يتظاهرون في الساحات، مندّدين بتخاذل حكوماتهم تجاه أكبر قضايا الأمّة. بل وتُسخّر أبواقا إعلامية ودينية من أجل الطعن في المقاومة وتثبيط عزائم الشعوب العربية وقتل أيّ إرادة للتحرّر والانعتاق لديها. لقد قيل قديماً، وما زال يُتداول، أنّ العرب لا يملكون إلا الشعارات والعنتريات الفارغة في تعاطيهم مع القضية الفلسطينية. ولكن تبيّن الآن أنه تمّ التخلّي عن تلك الشعارات أيضاً، فأصبحنا مجرّدين من الأفعال وحتى الشعارات التي لطالما كانت محلّ تندّر واستهزاء، سواء من الخارج أم من الداخل.

تمّ التنكّر لجميع لاءات الخرطوم الثلاث: لا سلام، لا تفاوض، لا اعتراف. بل أصبح السعي لمحاولة تصفية القضية هو الغالب. وفي هذا الصدد، يقول الكاتب يحيى أبو زكريا: الواقع العربي يتجه للهاوية بشكل متسارع لم يسبق إليه في أي مرحلة تاريخية، حتى في تلكم المراحل التي كان فيها العرب ضعفاء، أما اليوم فيتجه العرب والمسلمون إلى الاختفاء. وهذا ليس غريباً بعدما تساقطت قلاع المقاومة والعروبة الواحدة تلو الأخرى، وتحوّلت ما يسمّى بـ دول الطوق سابقاً من تطويق إسرائيل إلى دول تُطوِّق المقاومة. وتتجلّى المفارقة في صورتها الكبرى في خلاء ساحات الجامعات العربية من أيّ تحرّك أكاديمي أو طلابي مُناصر للقضية، خاصة إذا ما قارناه بنظيره في الجامعات الغربية وما تبع ذلك من ضغوطات إدارة ترامب على الجامعات الأميركية بما فيها جامعة هارفارد من أجل كبح جماح طلابها

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح