حين يضحك النهار

يمنات

زاهر الأسعد -فلسطين

اليوم
تنهار الكلمات
ويبقى الحرف وحيدًا
يتأمّل ذاته
غريبًا في حضرة الصمت

الشام
امتحانٌ للروح
حين تواجه فراغها
وترى الفراغ مرآةً
تكشف ضعفها وقوّتها معًا

لحظة
يذوب فيها الصمت كثلجٍ تحت لسان الشمس
تفوح من الأزقّة رائحة ترابٍ مبتلّ
فتنفتح الطرقات على سرّها القديم

دمشق تنهض
من غبارٍ يتصاعد كراياتٍ
تستعيد ملامحها من عيون الحائرين ومن وجوهٍ أنهكها الانتظار

تفتح عبورًا إلى مقام
لا يكتمل إلا بجرأة الإنسان
حين يواجه عجزه يحوّل الألم جسرًا
من وجعٍ إلى انتصارٍ

هنا
حيث الحرف يظمأ ولا يرتوي
وحيث المشاعر تحترق لتضيءَ الطريق
تترك زيتها على الجدران
وتوقظ حجارةَ الأزقّة من نعاسها

ينبثق معنى من رمادٍ لا يطفئه سكونُ الليل
لا ليقول القوافي
بل ليختبر أن يكون الإنسان شاهدًا
على لحظةٍ تفيض بالحياة
وعلى بلادٍ تظلّ أعظم من كل الحروف

اليوم
يكتب الصبر على الجدران
يبقى حين تسقط الكلمات
وتنهض الروح كمدينةٍ تضحك للنهار الجديد

لا تخلط بين السؤال والتيه
فالسؤال باب والتيه غيابٌ عن الباب

لا تظن أن الصبر استسلامٌ
بل هو صلاةٌ صامتةٌ تعلم القلبَ قراءةَ الزمن

كن شاهدًا لا قاضيًا
على جراحك
وكن راعٍ لا سارقًا لأمل الآخرين

في كل رماد بذرة
وفي كل صمت نداء
استمع لتتعلم
واصبر لتبصر
وامنح لتبقَ

8/12/2025