حين يصبح معارضون سوريون فلولا

24 مشاهدة

يُتداوَل مصطلح تحالف الأقليات بين السوريين بكثرة، الأمر الذي يجعل سورية تبدو قسمَين متحاربَين: قسم الأغلبية، وهو الذي يحوز السلطة في دمشق، وتحالف أقلوي يحارب هذه السلطة، بوصفها تعبّر عن تطلعاتٍ لا تمثّلهم. يشكّل خطاب التصنيف هذا، المفرّق بين السوريين، خطراً على الوحدة الوطنية، وعلى مفهوم الانتماء، لأنه من الأساس لا ينطلق من المصلحة السورية، بل يلبّي أجندة حافظ الأسد في الحكم، ثمّ تبنّاه الإعلام الغربي، العاجز أحياناً عن إدراك تعقيدات الثقافة السورية المتنوّعة والمتعدّدة.

نشأ مصطلح تحالف الأقليات في سياق محاولات تفسير طبيعة النظام السوري الذي أسّسه حافظ الأسد، المنتمي إلى الطائفة العلوية، الذي اعتمد على شبكةٍ معقّدة من الولاءات الطائفية والإثنية والدينية. بدأ الباحثون الغربيون (مثل نيكولاس فان دام في كتابه الصراع على السلطة في سورية وباتريك سيل في الأسد... الصراع على الشرق الأوسط) منذ الثمانينيّات باستخدام هذا المصطلح لتبسيط المشهد السياسي السوري، لكنّه تحوّل وصفةً جاهزةً لدى المحلّلين والإعلام الدولي، يصوّر النظام حاكماً باسم طائفته، متحالفاً مع أقلّياتٍ أخرى خوفاً من الأكثرية السُّنّية، ويقدّم الثورة السورية أنها خرجت من الأحياء السُّنّية لإسقاطه. هذا التحليل المريح، الذي استجاب لحاجة الإعلام لفهم سريع، أخفى تعقيدات التنوع داخل الأقليات نفسها، وأغفل وجود أفراد منها رفضوا هذه السردية الطائفية، وشاركوا في الثورة السورية، فدفعوا ثمناً مضاعفاً، وتحوّلوا في النهاية فلولاً في خطابات الثورة والنظام على حدّ سواء.

منذ الأيام الأولى للثورة السورية عام 2011، برزت أصوات من الأقليات العلوية والدرزية والمسيحية وغيرها، رفضت منطق الطائفية، وانضمّت إلى الحراك الثوري. كتب هؤلاء المقالات، شاركوا في المظاهرات، وواجهوا القمع في أقبية السجون جنباً إلى جنب مع ثوار حمص ودرعا وحلب وريف دمشق. خرجوا متخلّين عن أيّ امتيازات منحها النظام لبعضهم، ليصرخوا مع الجميع: حرية. لكن هؤلاء المعارضين دُفعِّوا أثماناً مختلفة، من النظام لأنهم معارضون، فواجهوا الاعتقال والتعذيب والقتل، ومن محيطهم الاجتماعي، فاتهموا بـالخيانة الطائفية. ففي الأحياء العلوية صاروا خونةً، وفي القرى الدرزية عملاء، وفي الأوساط المسيحية أصواتاً مشبوهةً تهدّد الطائفة بالخطر. وواجهوا الشكّ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح