من يسمع ليس كمن يرى
ما يكتب من قبل بعض الكتاب والمحللين السياسيين عن اليمن في ظروف مأساته اليوم ، يحتاج منا أن نقرأه بعناية واهتمام ، وخاصة حينما يكون الكاتب بمقام الكاتب والمحلل السياسي الشهير مشاري الذايدي .
ففي عموده اليومي في صحيفة الشرق الأوسط ، كتب يوم الاربعاء ٢ مايو ٢٠٢٤ ضمن مقال طويل بعنوان هل نترك جبل الرماة : ما يلي :
( ثم أعد النظر كرّة أخرى نحو الجنوب ، وما أدراك ما الجنوب ، لتجد اليمن غير السعيد ، بين طاعون الحوثي ، وهزال خصومه في اليمن وتفرق رأيهم ، وكيد بعضهم لبعض ، وأهواء شتى ، وتحد وتخبطاً غربياً للتعامل مع العبث الحوثي ، وبعض منا يقول إنه لؤم سياسي غربي وليس تخبطاً وسذاجة .) انتهى الاقتباس .
ولأهمية ما جاء في هذا النص المكثف للوضع في اليمن من قبل الكاتب ، يمكننا تسجيل الملاحظات التالية :
١/ الحوثي طاعون فعلاً ، واليمن ، كل اليمن ، الذي يقاوم الحوثي مثقل بصراعات وخلافات مرحّلة من الماضي ،لم تستطع نخبه السياسية أن تتجاوزها ، أو تعيد بناءها ضمن رؤية سياسية وطنية تحدد فيها المشكلة الوجودية التي لا يمكن ، مع بقائها ، حل أي مشكلة أخرى ، وهي التي يجب أن يتوجه الجميع لمواجهتها إذا أرادوا بعد ذلك أن يفتحوا الطريق لحل القضايا السياسية العالقة ، كبيرها وصغيرها . غير أن الكاتب باستخدامه تعبير هزال خصومه يدل على وقوعه في فخ الدعاية المضللة التي وظفتها أطراف عديدة للترويج لمشروع سلام على أي نحو كان ، أي أن هذا النوع من الخصوم لم يعد بمقدورهم مواصلة المعركة ، وأن عليهم القبول بأي سلام . وكان على الكاتب ، المعروف بدقته في التحليل ، أن لا ينساق وراء هذا النوع من التضليل الاعلامي والسياسي ، وأن يوظف موضوعيته التي عُرف بها للإشارة إلى جملة العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في الصراع مع طاعون الحوثي ، آخذاً بعين الاعتبار ما يمليه الافق الاستراتيجي للصراع
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على