حين يسلب المسلم العربي حقه باسم القدر

74 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

أحمد خيرات‏

في أعماق الوجدان العربي، حيث يلتقي التاريخ بالدين، وتتشابك العاطفة بالموروث، نشأت ثقافة صامتة تُغلف الظلم بثوب القدر، وتُزين الاستسلام باسم الحكمة، وتضفي على الصمت وقارا زائفا.

يُهان الإنسان، تُسلب حقوقه، ويُكمم صوته، فإذا اعترض أو طالب بحقه، قيل له:( هذا نصيبك – هذا قدرك – اشكر الله واحمده – ولا تناقش في حكمه)!

هكذا تُروى حكاية الرضوخ للظلم في مجتمعاتنا العربية، لا بوصفها قناعة إيمانية خالصة، بل كتحريف للنصوص وتأويل مريح يجنبنا مواجهة الواقع، ويُخدر وعينا، ويُجمّل القيود بكلمات عن الصبر والثواب.

يرفع الظالم سوطه، فينحني المظلوم محدثا نفسه: “ربما هذا ابتلاء.”!!!

تُغلق الأبواب، وتضيع الفرص، وتُغتال الأحلام، فيُقال: “ما كتبه الله سيكون، فلا تركض خلف ما لم يُكتب لك.”

لكنهم ينسون أو يتناسون، أن الله الذي كتب الأقدار، أمر بالسعي، ودعا إلى إقامة العدل، وحرّم الظلم على نفسه، وجعل مقاومته واجبا.

إن الصبر على القهر لا يشبه الصبر على المرض، فالأول من فعل البشر، والثاني من قضاء الله، وليس من الإيمان أن نُعانق القيود كما نُسلم بالقدر.

لقد أضحى القدر ذريعة للهزيمة، وقيدا لتبرير الذل.

الله لا يرضى لعباده المذلة، حتى لو رضي بها بعضهم لأنفسهم.

لكن المعضلة لا تتوقف عند تبرير الظلم، بل تمتد إلى صناعة خطاب ديني واجتماعي يُبرمج الأجيال على أن التغيير “خروج”، والمطالبة بالحق “تمرد”، ورفع الصوت “وقاحة ” أو “نقص في التوكل”.

تُصاغ الخطب والمحاضرات، لا لردع الظالم، بل لتهذيب المظلوم وتطويعه؛ وكأن الظلم قدر مكتوب، لا سلوك مرفوض.

وهنا تتجلى خطورة الخلط بين السكينة الروحية والخنوع الممنهج، بين الإيمان الحقيقي والتجهيل المُقدّس.

فالإيمان الذي لا يوقظ في الإنسان ضميره ولا يدفعه لقول “لا” في وجه الطغيان، هو إيمان أُُفرغ من معناه، وأُلبس ثوب البلادة.

لقد اختُزلت بعض مفاهيم الدين إلى طقوس تعبدية جوفاء، بينما غُيبت جوهر الرسالة التي جاءت لنصرة المظلوم، وكسر هيمنة الجبابرة، وإرساء ميزان الحق والعدل.

ومن هنا، فإن أول أبواب الحرية هو بالخروج من قوقعة الخوف،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح