هل يستطيع نتنياهو إنهاء الحرب على إيران
قبل أن يبزغ فجر يوم الجمعة (13/6/2025)، كانت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية من أحدث الطرازات الأميركية، بما فيها إف 35، تصطفّ استعداداً للانطلاق صوب إيران، وكانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قد تمكّنت، في الوقت نفسه، من إدخال مجموعة عرباتٍ كثيرة إلى أراضٍ إيرانية، وملأتها بمسيّرات انتحارية، وبأطقم فنّية قادرة على تركيبها وإطلاقها في اللحظة نفسها التي كانت فيها الطائرات الحربية المقبلة من فلسطين المحتلة تلقي بحممها على المواقع الإيرانية المستهدفة. وحين فرغ الجميع من أداء المهام الموكلة إليه، أُعلن رسمياً شنّ إسرائيل حرباً شاملةً على إيران، أمسكت فيها بزمام المبادرة.
لم تشكّل هذه الخطوة في حدّ ذاتها مفاجأةً، فكلّ المتابعين لمسار العلاقات الإسرائيلية الإيرانية يدركون أن إسرائيل تخطّط لشنّ حرب على إيران، وتستعدّ لها، منذ أكثر من عقد، لكن المفاجأة في التوقيت. فقبل يوم من اندلاع هذه الحرب، أعلن وزير الخارجية العُماني أن الجولة السادسة من المفاوضات الأميركية الإيرانية ستعقد في مسقط الأحد (15 يونيو/ حزيران الجاري)، وصدرت تصريحات أميركية عديدة، بعضها من الرئيس ترامب نفسه، تتسم بالتفاؤل، وتؤكّد أن المفاوضات تمضي في الاتجاه الصحيح، وتتوقّع التوصّل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي خلال فترة وجيزة. ولأن أولى النتائج المترتّبة على الاندلاع المفاجئ للحرب كانت توقّف هذه المفاوضات، فقد ثارت تساؤلات كثيرة بشأن حقيقة ما يجري وراء الكواليس، وحول ما إذا كان الغرض من الحرب قطع الطريق على اتفاق وشيك لا يلبّي مطالب ترامب، أم إن المفاوضات نفسها، وأجواء التفاؤل التي أحيطت بها، كانت جزءاً من خطّة خداع استراتيجي، اتفق عليها مسبقاً بين ترامب ونتنياهو؟
رفض طهران شروط ترامب - نتنياهو في المفاوضات النووية، أدى إلى قناعة بأن تحقيقها غير ممكن مع استمرار النظام الإيراني
ترجّح المعلومات المتاحة كفّة نظرية المؤامرة، فمنذ اللحظة الأولى لدخول ترامب البيت الأبيض، في بداية ولايته الثانية، بدا واضحاً أن السياسة التي ينوي انتهاجها نحو إيران تكاد تكون نسخةً من سياسة نتنياهو، خصوصاً في ما يتعلّق بالأهداف والغايات النهائية، وأن كلّ ما يقال عن تباينهما
ارسال الخبر الى: