هل يخشى الحاكم العربي شعبه

٤٠ مشاهدة

الجديد برس| بقلم – أيهم السهلي

منذ شنّت إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يستوقف المتابع المشهد الشعبي في العالم العربي، الراكن والساكت عن المجزرة؛ والرسمي المتآمر على الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقاومته، والمقاومات الأخرى في المنطقة. سكوت أو خرس بات واضحاً جلياً لا يمكن تغطيته، رغم المحاولات الرسمية لإظهار العكس، عبر البيانات والخطابات التي قيلت وتقال في المنابر العربية والدولية. والسؤال ها هنا، لماذا تحاول «المؤسسة» الرسمية في الدول العربية إظهار العكس؟ هل تخشى من شعوبها؟إن أجبت برأيي الصريح، فستكون إجابتي اليقينية «لا»، لكن الكتابة تستدعي الظنية، لذا، لا أظن أن نظاماً عربياً واحداً يقيم حساباً لشعبه، أو يهتم لأمره ولتطلعاته. فجميعهم يتعاملون مع شعوبهم بعقلية الإقطاعي المستثمر بالثروة، والذي يشعر بأن البلد بما فوق أرضه وتحتها ملكه، وأن الشعب مستعبد له، ويحق له أن يفعل ما يشاء، بلا حساب. وفي ما لو جرّب الشعب مخالفة القواعد المرسومة له، فالسجون مشرّعة على الدوام، وفي أحسن الأحوال، النفي خارج «الإقطاعية» متاح. وإلا، إن تمرّد الشعب أكثر، فالموت عن طريق القتل سهل في هذه الإقطاعيات، بل أسهل من طرفة العين.

هذا حالنا باختصار وتكثيف شديدين. إذاً، لماذا تجرّب الرسمية العربية إظهار أنها متفاعلة مع الحدث، وأنها لا تقبل بما تفعله إسرائيل في فلسطين؟ أجرّب قبول فكرة أنها تخشى من شعوبها، ولكنني أتذكّر الواقع، وأتذكّر سنوات للوراء، فأجدني لا أتقبّل ذلك، لما لهذا الأمر من دلائل عدة، تدحض فكرة احترام الأنظمة لشعوبها.

وفي محاولة أخرى للإجابة، أذهب للتفكير في الشعوب التي لم تخرج للتظاهر غضباً، فالمجزرة في قطاع غزة قريبة جدّاً من كل بلدان العرب وشعوبها، فصرخات المكلومين في فلسطين مفهومة للعرب باللغة، وبحجم الجريمة، وبالفوقيّة التي تبديها إسرائيل على الدم الذي تستبيحه. يشاهد المواطن العربي كل هذا، إمّا عبر التلفاز، وإمّا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي (رغم الحجب، المعلومات متوافرة)، ولكن المصيبة، كما أظن، أن حديث المجزرة ليس «ترند» وليس من أولويات اليوم لدى شعبنا العربي، وهو لا يكاد يغري

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الجديد برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح