هل يجر الصراع في بحر الصين الجنوبي تدخلا أميركيا

٦٢ مشاهدة
طرحت حادثة التصادم بين سفينتين صينية وفيليبينية في بحر الصين الجنوبي الاثنين الماضي تساؤلات حول آفاق الصراع وإمكانية دخول أطراف أخرى على خط المواجهة مثل الولايات المتحدة وإذا ما كانت الصين حاولت من خلال التصعيد الأخير فرض معادلة جديدة في المنطقة المتنازع عليها واتهمت مانيلا بكين بـالاصطدام المتعمد عالي السرعة في الواقعة التي أصيب فيها ثمانية بحارة فيليبينيين تعرض أحدهم لبتر إبهامه وقالت إن خفر السواحل الصيني استولى على قاربي نجاة يستخدمان في مهام إمداد السفن الفيليبينية كاي فنغ الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التصعيد الأخير صدام بحر الصين الجنوبي ونشر خفر السواحل الفيليبيني أمس الخميس فيديو جديدا مناقضا لفيديو مماثل نشره الصينيون أول من أمس الأربعاء وجاء في الفيديو الفيليبيني أن خفر السواحل الصيني خاض اشتباكا عنيفا مع عناصر في البحرية الفيليبينية بالقرب من جزيرة مرجانية استراتيجية في بحر الصين الجنوبي الاثنين الماضي خلال مهمة إمداد للجنود الفيليبينيين المتمركزين على متن سفينة عسكرية معطلة في جزيرة سكند توماس المرجانية وفق مانيلا وظهرت في الفيديو قوارب صغيرة على متنها بحارة صينيون يصرخون وهم يرفعون سكاكين وفأسا ويضربون قاربا مطاطا بالعصي وقال الجيش الفيليبيني إن البحار الصيني الذي كان يحمل فأسا هدد بإيذاء جندي فيليبيني بينما هدد آخرون صراحة بإيذاء القوات الفيليبينية وأوضحت السلطات الفيليبينية أن حرس السواحل الصينييين بدأوا بعد ذلك في إلقاء حجارة وأشياء أخرى على جنودنا وأضافت أنهم قاموا بتمزيق المراكب المطاط وجعلها غير صالحة للاستعمال ولا يحمل البحارة الفيليبينيون أسلحة في هذه اللقطات التي بدوا فيها بملابس عسكرية بنية وخوذات وسترات وجاء في النص المرفق للفيديو خلال هذه المواجهة العنيفة أطلق خفر السواحل الصينيون أيضا الغاز المسيل للدموع مما زاد من الفوضى والارتباك مع إطلاق صفارات الإنذار بشكل مستمر لتعطيل الاتصالات بشكل أكبر وكان خفر السواحل الصيني قد نشر أول من أمس الأربعاء فيديو لم يظهر رجالا مسلحين مؤكدا أن عناصره اتخذوا تدابير احترافية ومعتدلة خلال المواجهة موضحا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء مباشر ضد الفيليبين وقال قائد الجيش الفيليبيني الجنرال روميو براونر أول من أمس الأربعاء إن الطاقم الفيليبيني الذي كان أقل عددا من القوة الصينية كان غير مسلح وقاتل بالأيدي وكان براونر قد ذكر في بيان الثلاثاء الماضي أن خفر السواحل الصيني ليس لديه الحق أو السلطة القانونية للتدخل في عملياتنا المشروعة أو الإضرار بأصولنا داخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة وأضاف بأن سلوك بكين المتهور والعدواني تسبب في أضرار جسدية ويشكل انتهاكا صارخا للقانون البحري الدولي وسيادة الفيليبين وحقوقها السيادية لكنه أكد أن بلاده لا تزال ملتزمة بدعم سيادة القانون وستتعاون مع شركائها الدوليين لضمان وتأمين السلام والاستقرار في المنطقة من جهتها ألقت بكين باللوم على الفيليبين أمس الخميس بعد نشر مانيلا الفيديو وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان إن القوارب الفيليبينية صدمت عمدا القوارب الصينية وسبق لبكين أن أكدت القوات البحرية الصينية ستتخذ تدابير مضادة شاملة على جميع الجبهات لحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية وعد صدام الاثنين الماضي الأول بين الجانبين منذ دخول المبادئ التوجيهية الجديدة لخفر السواحل الصيني حيز التنفيذ في منطقة بحر الصين الجنوبي السبت الماضي ومنحت إجراءات إنفاذ القانون الإدارية التي أقرت في مايو أيار الماضي صلاحيات واسعة لخفر السواحل الصيني بما في ذلك سلطة احتجاز السفن الأجنبية المشتبه في دخولها المياه الإقليمية الصينية بشكل غير قانوني واحتجاز المتسللين المشتبه بهم من دون محاكمة لمدة تراوح بين 30 و60 يوما لياو ليانغ الصين جادة في استخدام القوة عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية وبرأي الخبير في الشؤون الآسيوية المقيم في هونغ كونغ كاي فنغ في حديث لـ العربي الجديد فإن المتابع لتصريحات المسؤولين الأميركيين وتفاعلاتهم مع الحادث توحي له بأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التصعيد الأخير وأضاف أنه على الرغم من أن الواقعة بسيطة نسبيا لكنها بدأت تطرح مناقشات جادة في مانيلا وواشنطن عما إذا كانت هناك حاجة لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين وهي معاهدة تم التوقيع عليها في عام 1951 وتلزم الطرفين مساعدة بعضهما البعض في أوقات العدوان من قبل قوى خارجية واعتبر كاي أن هذه مؤشرات أولية على أن أي تصعيد في هذا الاتجاه يتضمن صداما عسكريا سيتم الرد عليه بحزم من القوات البحرية الأميركية الموجودة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي ولفت إلى أن ذلك متوقع مع دخول قواعد السلوك الصينية الجديدة حيز التنفيذ إذ إن صدام الاثنين الماضي ليس سوى بداية لصدامات أخرى قد تخرج عن نطاق السيطرة حسب قوله وأضاف أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى ذرائع لمحاصرة الصين ومحاولة تطويقها وتشديد الخناق عليها من خلال تأجيج صراعاتها وأزماتها مع جيرانها في الشرق والجنوب الشرقي ونقلت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء الماضي عن نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل قوله في اتصال هاتفي مع نظيرته الفيليبينية ماريا تيريزا لازارو إن تصرفات الصين الخطيرة تهدد السلام والاستقرار الإقليميين وأضافت الخارجية الأميركية أن كامبل أكد أن المعاهدة المشتركة تشمل الهجمات المسلحة على القوات الفلبينية أو السفن العامة أو الطائرات بما في ذلك تلك التابعة لخفر السواحل وفي أي مكان في بحر الصين الجنوبي الواقع في جنوب شرق آسيا قواعد سلوك صينية في المقابل أعرب محرر الشؤون العسكرية في صحيفة كانتون الصينية لياو ليانغ في حديث مع العربي الجديد عن اعتقاده أن الصين جادة في استخدام القوة عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية وأن دخول قواعد السلوك الجديدة في بحر الصين الجنوبي حيز التنفيذ هو تأكيد لعزمها في المضي قدما باتجاه تثبيت قواعدها وسيطرتها على المناطق التي تتنازع سيادتها مع دول الجوار لكنه لفت إلى أن أي تصعيد من طرف بكين يتوقف على السلوك الفيليبيني في المنطقة ولم يستبعد أن تتصاعد المواجهات خلال الفترة المقبلة نظرا لهامش المناورة الكبير الذي تتمتع به واشنطن في التأثير على دول المنطقة وبالتحديد الفيليبين وعن إمكانية تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين مانيلا وواشنطن رأى لياو أن الحادث لا يرتقي إلى الحد الذي يستدعي تدخلا خارجيا فضلا عن أن الولايات المتحدة لا ترغب في فتح جبهة جديدة في هذا التوقيت الذي تجد فيه نفسها متورطة في عدة ملفات وقضايا داخلية وخارجية لعل أبرزها الحرب الأوكرانية وكذلك الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها في البحر الأحمر لكنه أشار إلى أن تصرفات الصين في المنطقة خلال الفترة المقبلة ستشهد تدقيقا كبيرا وقد تستدعي زيادة في القوات الأميركية المنتشرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في محاولة لإرسال رسائل رادعة إلى بكين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح