حين يتكلم الواقع تسقط نظريات التشكيك

23 مشاهدة
في زمن تتسارع فيه التحولات وتختبر فيه القرارات بالنتائج لا بالوعود يبقى الواقع هو المعيار الوحيد للحكم على جدوى المسار لم تعد الدول تقاس بما يقال عنها بل بما تنجزه فعلا على الأرض بالأثر الذي يمكن رصده لا بالتصريحات التي يمكن تكرارها والمملكة اليوم تقدم نموذجا واضحا لدولة اختارت أن تجعل من التنمية مشروعا قابلا للقياس والمراجعة لا موضوعا للجدل والإنكار فمن يتابع المشهد بعين مهنية لا بعاطفة أو ضجيج يدرك أن التحول الجاري ليس حدثا عابرا بل انتقال من مرحلة التوقع إلى مرحلة البرهان ولا يحتاج الأمر إلى شروحات مطولة أو مقالات تفسيرية فالمشهد أوضح من أن يشرح يكفي أن تفتح صور الأقمار الصناعية لترى خريطة التغيير وهي تعيد رسم العاصمة بمشروعاتها الكبرى حديقة الملك سلمان وبوابة الدرعية وروشن والمربع الجديد ومدينة محمد بن سلمان غير الربحية ثم تمتد الصورة غربا نحو القدية والبحر الأحمر وآمالا وسندالة وشمالا حيث تتشكل ملامح نيوم كمدينة تتجاوز المفهوم التقليدي للعمران تلك المشروعات ليست عناوين صحفية بل شواهد ماثلة تقول بلغة واحدة إن ما كان يسمى حلما أصبح واقعا يرى قبل أن يروى فالتنمية هنا لم تعد فكرة على الورق بل مشهد مرئي يمكن رصده من الفضاء قبل أن يقرأ في التقارير منذ إطلاق رؤية 2030 كان الهدف الأوضح هو بناء اقتصاد متنوع يقوم على الكفاءة لا على الاعتماد وفي أقل من عقد تغير هيكل الاقتصاد الوطني بصورة غير مسبوقة ارتفعت الإيرادات غير النفطية من 163 مليار ريال إلى أكثر من 411 مليار ريال ونما الناتج المحلي غير النفطي بنسبة تجاوزت 5 8 في الربع الثاني من عام 2023 وتجاوز الناتج المحلي الإجمالي حاجز التريليون دولار لأول مرة في التاريخ السعودي ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل إلى 1 3 تريليون دولار بحلول عام 2028 هذه مؤشرات لا تصنعها المجاملة بل تثبتها التقارير الدولية التي تتابع التجربة السعودية بوصفها واحدة من أسرع عمليات التحول الاقتصادي في المنطقة وعلى المستوى الاجتماعي تحققت تحولات نوعية في بنية المجتمع ذاته ارتفعت مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 36 متجاوزة مستهدف عام 2030 بسبع سنوات كاملة وارتفعت نسبة تملك المساكن إلى 67 في طريقها نحو الهدف البالغ 70 وهي أرقام تعكس أن التحول ليس ماليا فقط بل مجتمعي شامل يطال طريقة الحياة نفسها ويعيد تعريف علاقة المواطن بالدولة عبر جودة الحياة وفرص العمل ومفهوم الشراكة الاقتصادية وفي فلسفة الرؤية لم يكن المطلوب أن تقدس المشاريع أو تحصن من النقد بل أن تدار بالمراجعة والتصحيح المستمر فالدولة التي تراجع مسارها لا تضعف نفسها بل تثبت نضجها ولهذا كان الموقف واضحا النقد الموضوعي مرحب به متى استند إلى حقائق أما التشكيك المتكرر بلا معرفة فليس رأيا بل عجز عن قراءة الواقع فالرؤية بطبيعتها مشروع حي يتطور مع الزمن ويتسع لتصحيح نفسه كلما اقتضت التجربة لأن غايتها ليست الكمال بل الاستمرار في التحسن وفي عمق هذا التحول يقف قائد الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعقلية تدير التغيير لا تكتفي بالتخطيط له فهو لا يتحدث عن الطموح بقدر ما يمارسه يعمل في صمت منظم ويخضع الحلم لمقاييس التنفيذ ويقود منظومة تفكر كما يفكر هو بلا حدود مسبقة لما هو ممكن وفي وقت تتجنب فيه القيادات حول العالم اتخاذ قرارات كبرى خشية الكلفة السياسية مضى صاحب الرؤية الذي أعاد تعريف الممكن ليصنع معادلة جديدة عنوانها الجرأة المدروسة ولعل أعظم ما يميز هذا القائد أنه لا يطلب التصفيق بل النتائج مؤمنا بأن المشروع الحقيقي لا يقاس بالكلام بل بالقدرة على تحويل الصمت إلى إنجاز وقد تجاوزت الشهادة المحلية حدود الداخل فصندوق النقد الدولي أقر بأن المملكة تقود أسرع عملية تنويع اقتصادي في الشرق الأوسط والبنك الدولي صنفها ضمن الاقتصادات الأكثر كفاءة في استثمار مواردها وتحقيق الاستقرار المالي فيما وصفت تقارير أوروبية التحول السعودي بأنه التحول الهيكلي الأكثر جرأة على مستوى العالم هذه ليست عبارات مجاملة بل تقييمات موثقة تبنى على نتائج ومؤشرات لا على الانطباعات إن ما يجري اليوم في المملكة ليس تراكما في المشروعات فقط بل في منهج الإدارة ذاته فالمؤسسات تبنى على قياس الأداء والقرارات تراجع بمؤشرات معلنة والنتائج تعرض بشفافية أمام العالم وهذا ما يجعل الواقع ذاته المتحدث الرسمي الأصدق للدولة الحديثة فلم تعد هناك حاجة إلى الرد على كل رأي سلبي لأن الرد أصبح يرى ويقاس ويوثق وحين يتكلم الواقع تتراجع النظريات القديمة وتسقط معها أدوات التشكيك لأن الحقيقة لم تعد وجهة نظر المشاريع التي تقام اليوم ليست مباني فحسب بل رموز لمرحلة جديدة من الوعي الوطني حيث صارت التنمية جزءا من الهوية والإنجاز لغة رسمية للدولة ومن يشكك في هذا التحول يكفيه أن ينظر إلى ما تصوره الأقمار الصناعية قبل خمس سنوات وما تظهره اليوم ليدرك أن المسافة بين الحلم والواقع لا تقاس بالمسافات بل بالإرادة وحين يتكلم الواقع تسقط نظريات التشكيك لأن المملكة ببساطة لم تعد تقاس بالقول بل تحترم بالنتائج

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح