حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين

يمنات
وليد سند
في صنعاء،
الضوءُ لا يسكن المصابيح
إنه يتسلل من أنفاسِ المقهورين
من ارتجافِ كفٍّ تبحث عن رغيف
من حكايةِ عاملٍ يمسحُ الغبار عن وجه الرصيف ويجلس أمامَ عِدتّه.
في “السبعين”،
الشارعُ يمدّ يده للمحتشدين
كما لو كان يستجدي النبض
من أجسادٍ نسيتْ أنها حيّة.
“المصباحي”
لا يحملُ ضوءًا كما يدّعي الاسم،
يمرّ كظلٍّ سميك
ويخطط جبينَ المدينة.
“الصافية”
أكوامٌ مكدسةٌ من الخردة
واسمها مُجرد تهمةٍ أنيقة
لا حتوائها كفتيريا ” مُدهِش”
وحكايات طه الجند.
في صنعاء..
الموتى!
ليسوا في المقابر.
هم على الباصات،
يحدّقون في الفراغ
بعيونٍ تعرف طريقها
إلى اللاشيء.
لا توجد إشارة مرور ينتظرون اخضرارها
ليعبروا
ولا يدركون أن الحياة سمحت لهم
بدقيقةٍ أخرى من الانتظار عند ازدحام الظهيرة.
كل شيءٍ فيها
يتنفس كأنفاسٍ مبتورة،
الحياةُ تُباع بالتقسيط،
والروح تحترقُ على دفعات.
قلتُ للريح:
أخبري المدينة أن تنام،
أخبريها أن لا تُزعجنا بهذه الأحلام المُبلّلةِ بالخوف.
قلتُ للعتمة:
ارفقي بنا،
لسنا لصوص النور،
نحن أبناء اللهفة،
نبحثُ عن بصيصٍ لا يخذلنا.
عدتُ إلى البيت بعد هذه الحوارات السخيفة
لمتابعة أخبار الحرب
والكوليرا
وأشياء أخرى لا تخصكم.
ارسال الخبر الى: