سام برس هل يبقى اليمن في حالة جمود واضطراب وساحة لحروب الآخرين

31 مشاهدة

بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
يعيش اليمن لحظة فارقة في تاريخه الحديث حيث لم يعد الانقسام السياسي والعسكري مجرد خلاف عابر بل تحول إلى بنية عميقة تعيق أي مسار نحو التسوية الشاملة فمجلس القيادة الرئاسي يعاني من تباينات داخلية حادة وتعدد في مراكز القرار بينما يواصل الحوثيون في صنعاء حربهم المفتوحة بعيدا عن أي التزام بمسارات السلام وفي المقابل يستغل الإخوان المسلمون حالة الشرعية الهشة لابتزاز الداخل والتحالف على حد سواء.
تبدو الصورة اليمنية اليوم أكثر تعقيدا من أي وقت مضى ليس فقط بفعل استمرار الحرب ولكن بسبب الانقسامات الداخلية العميقة داخل معسكر الشرعية ذاته مجلس القيادة الرئاسي الذي كان يفترض أن يكون أداة لتوحيد القرار السياسي والعسكري بات ساحة صراع بين الأعضاء حيث تتعدد آليات اتخاذ القرار وتتضارب التوجهات بما يعكس غياب مرجعية موحدة قادرة على ضبط المشهد.
في المقابل تتحرك جماعة أنصار الله الحوثيين في صنعاء وفق مسارات مختلفة فهي منشغلة في خطاب المواجهة مع إسرائيل ضمن إطار حرب مفتوحة غير آبهة بما يجري داخل الشرعية هذا الانفصال في الأولويات جعل من صنعاء وعواصم الشرعية مسارين متوازيين لا يلتقيان ما يعمق من حالة الاستعصاء السياسي ويؤكد أن الحوثيين ماضون في مشروعهم بمعزل عن أي ضغوط أو دعوات للتسوية.
كما برز دور الإخوان المسلمين داخل الشرعية بوصفه أحد أكثر عناصر المشهد إرباكا فهم يقدمون أنفسهم للسعودية على أنهم الحصن الواقي من الحوثيين ويستثمرون هذا الخطاب كأداة للابتزاز السياسي سواء في مواجهة القوى الوطنية داخل الشرعية أو في علاقتهم مع التحالف العربي مما عزز مناخ الشكوك المتبادلة وأبقى حالة الارتهان قائمة
إن أخطر ما يواجه اليمن اليوم هو أن كل طرف من أطراف المعادلة الشرعية المنقسمة الحوثيون الماضون في حرب مفتوحة والإخوان المستفيدون من المساومات يعمل وفق أجندة خاصة دون أن تكون هناك رؤية وطنية جامعة هذا الواقع يجعل أي مبادرة سلام تصطدم بعقبات تتجاوز حدود الوساطة التقليدية ويفتح الباب أمام استمرار حالة الجمود والاضطراب
إن مستقبل اليمن مرهون

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح